145

تغر بسام

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[94]

وقبضوا عليه وأحضروه إلى القلعة وأدخلوه إلى حبس الخيالة، ثم ذهبوا به إلى بيت الحاجب - هو برسباي - فأرسله إلى القاضي وأهانوه في الطريق، وضربوه وجعلوا عمامته في رقبته، وحبسه القاضي المالكي، وخرج قاضي القضاة بعد العصر إلى بيت الحاجب وهو مستضعف فسلم على الحاجب ورجع. وكان قد ساعد القاضي، وكان في قضيته. ورجع القاضي وبين يديه نائب القلعة، وبعض الحجاب، وناظر الجيش، والفقهاء، وخلق كثير من العوام، والطلبخانة بين يديه، وجاء إلى بيته، ورجع غريمه المسكين ابن زيد إلى بلده محزنا في ليلة الثلاثاء عاشره. وقيل إنه غرم ست مئة دينار. وكانت مباشرته أول شعبان. ولم يدخل المدرسة الظاهرية للحكم وإنما كان يحكم ببيت السيد شهاب الدين نقيب الأشراف، ونائبه أبو شامة على الباب مترصد لقطع الصناعات، وتقي الدين اللوبياني هو الذي يباشر الحكم بالظاهرية. انتهى.

ثم قال فيه: وفي يوم الخميس ثاني عشره لبس القاضي نجم الدين الخلعة وذهب إلى الإصطبل فسلم على الحاجب وركب الحاجب معه وبقية الحجاب، وكاتب السر، والقضاة، والأعيان، وجاؤوا إلى بيته في خدمته، ولم يقرأ توقيعه لأنه ضعيف ويشق عليه الآن النزول إلى الجامع. انتهى.

ثم قال فيه: وكان قد تأخر على قاضي القضاة خمسة آلاف دينار فجاءت تذكرة بطلبها. فلما كان يوم الاثنين سادس عشره طلب الذين ضمنوا القاضي إلى بيت حاجب الحجاب، ورسم عليهم هناك ليزنوا ما كتبوا به خطوطهم، فداموا هناك أياما إلى أن وزنوا، بعضهم وزن جميع ما كتب به خطه وبعضهم بعضه، وتحمل القاضي عنه، واستقبح الناس ذلك جدا. انتهى.

ثم قال في سنة سبع وعشرين وثمان مئة في ربيع الآخر: في يوم الثلاثاء تاسع عشره وصل كتاب القاضي ابن مزهر بأنه رسم لقاضي القضاة نجم الدين بن حجي أن يتوجه إلى مصر حسب سؤاله. وكان قد سأل الحضور إلى مصر مرارا. انتهى.

صفحہ 145