307

تفسیر وسیط

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

ناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

پبلشر کا مقام

الفجالة - القاهرة

اصناف

[سورة البقرة (٢): الآيات ١٥٣ الى ١٥٧]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٤) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)
الصبر: حبس النفس على احتمال المكاره، وتوطينها على تحمل المشاق وتجنب الجزع.
والمعنى: يا من آمنتم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، استعينوا على إقامة دينكم والدفاع عنه، وعلى فعل الطاعات وترك المعاصي، وعلى احتمال المكاره التي تجرى بها الأقدار، استعينوا على كل ذلك بالصبر الجميل وبالصلاة المصحوبة بالخشوع والإخلاص والتذلل للخالق- ﷿ فإن الإيمان الذي خالط قلوبكم يستدعى منكم القيام بالمصاعب، واحتمال المكاره، ولقاء الأذى من عدو أو سفيه، ولن تستطيعوا أن تتغلبوا على كل ذلك إلا بالصبر والصلاة.
ولقد استجاب النبي ﷺ لهذا التوجيه الرباني، وتأسى به أصحابه في ذلك، فقد أخرج الإمام أحمد- بسنده- عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله ﷺ «كان إذا حزبه أمر صلّى» «١» أى: إذا شق عليه أمر لجأ إلى الصلاة لله رب العالمين.
وافتتحت الآية الكريمة بالنداء، لأن فيه إشعارا بخبر مهم عظيم، فإن من شأن الأخبار العظيمة التي تهول المخاطب أن يقدم قبلها ما يهيئ النفس لقبولها لتستأنس بها قبل أن تفجأها.

(١) تفسير ابن كثير ج ١ ص ١٩٦. [.....]

1 / 311