291

تفسیر وسیط

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

ناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

پبلشر کا مقام

الفجالة - القاهرة

اصناف

تضمنت هذه الآيات الكريمة إعلام النبي ﷺ والمؤمنين أن فريقا من الناس الذين خفت أحلامهم وضعفت عقولهم وعدلوا عما ينفعهم إلى ما يضرهم، سيقولون على سبيل الإنكار عند تحويل القبلة إلى المسجد الحرام، ما صرفهم عن القبلة التي كانوا عليها، وهي بيت المقدس.
قال صاحب الكشاف: «فإن قلت، أى فائدة في الإخبار بقولهم قبل وقوعه؟ قلت: فائدته أن مفاجأة المكروه أشد، والعلم به قبل وقوعه أبعد من الاضطراب إذا وقع، لما يتقدمه من توطين النفس، وأن الجواب العتيد قبل الحاجة إليه أقطع للخصم وأرد لشغبه» «١» .
والمراد بالسفهاء اليهود الذين استنكروا تحويل القبلة، ومن لف لفهم من المنافقين ومشركي العرب.
وإنما سماهم الله- تعالى- سفهاء لأنهم سفهوا الحق، وجحدوه، وأنكروا نبوة النبي ﷺ.
مع علمهم بصدقه في رسالته.
وقد صرح البخاري- ﵀ بأن المراد بالسفهاء هم اليهود، فقد روى عن البراء بن عازب قال:

(١) تفسير الكشاف ج ١ ص ٢٢٧. [.....]

1 / 295