البيان والتفسير ، فهو الله الأحد الواحد الذي ليس كالآحاد ؛ فيكون له ند في وحدانيته من الأنداد ، وأنه هو الأحد الصمد ، والنهاية في الخيرات والمعتمد ، الذي ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) [الشورى : 11] (1).
تفسير سورة المسد
بسم الله الرحمن الرحيم
وسألته رحمة الله عليه عن قوله : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) (1)؟
وقال زيد بن علي : الصمد الذي إذا أراد شيئا أن يقول له : كن فيكون ، والصمد : الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأصنافا وأشكالا وأزواجا ، وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند). مجمع البيان للطبرسي 10 / 566.
وقال أيضا ( لم يلد ولم يولد ) معناه ليس بوالد ولا مولود ( ولم يكن له كفوا أحد ) معناه : شبه ، ويقال : لم يلد ولم يتولد منه شيء ، ولم يتولد هو من شيء ( ولم يكن له كفوا أحد ) ليس له شبه ولا نظير ، وليس كمثله شيء. تفسير الغريب / 423.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : الله : معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ، ويؤله إليه ، الله المستور عن إدراك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات ، ومثله عن الباقر أيضا : الأحد : الفرد المتفرد ، والأحد : الواحد بمعنى واحد ، وهو المتفرد الذي لا نظير له ، وفيه أيضا عن الإمام الحسين بن علي عليه السلام أنه قال : الصمد : الذي قد انتهى لسؤدده. والصمد : الدائم الذي لم يزل ولا يزال ، والصمد : الذي لا جوف له ، والصمد : الذي لا يأكل ولا يشرب ، والصمد : الذي لا ينام. وفيه عن الباقر عليه السلام : والصمد : السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه. وعن محمد بن الحنفية : الصمد : القائم بنفسه ، الغني عن غيره. وعن زين العابدين عليه السلام : الصمد: الذي لا شريك له ، ولا يؤده حفظ شيء ، ولا يعزب عنه شيء. وفيه عن عبد خير قال : سأل رجل عليا عليه السلام عن تفسير هذه السورة؟ فقال : قل هو الله أحد بلا تأويل عدد ، الصمد بلا تبعيض بدد ، لم يلد فيكون موروثا هالكا ، ولم يولد فيكون إلها مشاركا ، ولم يكن له من خلقه كفؤا أحد. مجمع البيان 6 / 280.
صفحہ 76