ومن النبات ما يسمى شجرا، ومنه ما هو بين الشجر والحشيش ويسمى بامبراخيون ومنه ما يسمى حشيشا، ومنه ما يسمى عشبا. والنبات كله — إلا القليل منه — داخل فى هذه الأسماء. والشجر هو الذى له من أصله قائمة يتشعب منها أغصان كثيرة كالزيتون والتين وأما النبات الذى بين الشجر الذى قلنا إنه يسمى بامبراخيون فهو ما كثرت أغصأنه من أصله مثل النبات المعروف بفاليورس، ومثل القصب والعوسج. وأما البقول فهى التى لها قوائم كثيرة من أصلها كثيرة الأغصان، مثل السذاب والكرنب. وأما العشب فهو الذى يحمل الورق من أصله، وليس له قوائم. ومنه ما ينبت فى كل سنة ويجف، مثل الحنطة والبقول. وإنما جعلنا هذه الأشياء قياسات ومثالا ورسما. ومن النبات ما يميل إلى طرفين، مثل البقلة المعرفة بالملوخية لأنها عشب وبقل، وكذلك السلق. ومنه ما ينبت فى أول مرة على شكل نبات الحبوب والفاسوا. ثم يصير بعد ذلك شجرا مثل التين والفنجنكست والنبات المعروف بقارالسوس والعليق، وربما دخل الآس والتفاح والكمثرى والرمان فى مثل هذه الأشياء لأن شعب هذه كلها من أصولها كثيرة جدا، ولذلك احتجنا إلى أن نحدها لتصير لنا شبه المثال والقياس؛ وما ينبغى أن نطلب فيها كلها استقضاء الحدود.
والنبات كله منه أهلى، ومنه بستانى، ومنه برى. وكذلك الحيوان أيضا منه كذلك. وأحسب أن كل نوع من النبات إذا لم يعن بفلاحته صار بريا. ومن النبات ما يحمل الثمار، ومنه ما لا يحصل؛ ومنه ما يخرج الزهر، ومنه ما لا يخرج؛ ومنه ما له ورق، ومنه ما ليس له ورق، ومنه ما ينثر ورقه، ومنه ما لا ينثر ورقه. واختلاف النبات بعضه من بعض فى الكبر والصغر، والحسن والسماجة، وجودة الثمر ورداءته كبير جدا. والأشجار البرية أكثر ثمارا من البستانية، والبستانية أجود ثمارا من البرية. ومن النبات ما يكون فى مكان جاف يابس، ومنه ما ينبت فى البحار، ومنه ما ينبت فى الأنهار، ومنه ما ينبت فى البحر الأحمر: يكون كبيرا، وفى غيره يكون صغيرا. ومن النبات ما ينبت على شاطىء الماء، ومنه ما ينبت فى الآجام. وأما النبات الذى يكون فى المواضع اليابسة فان منه ما ينبت فى الجبال، ومنه ما ينبت فى البقاع، ومنه ما يعشب فى الصخر أكثر من عشبه فى غيره، ومنه ما يعشب على التلول، ومنه ما يعشب على البر والماء مثل العرف والطرفاء والأشنة. والنبات يتغير فى الأماكن تغيرا عظيما، فلذلك احتجنا إلى إحصاء اختلافه وتغيره.
[chapter 5]
صفحہ 256