393

و { الذين كفروا } أعم من مشركي العرب وغيرهم.

ومعنى: { من دينكم } من تغييره وتبديله إذ كان في حجته تلك صلى الله عليه وسلم كملت شرائع الاسلام، ولذلك قال: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } أي في ظهور الاسلام وكمال الدين وسعة الأحوال وغير ذلك مما انتظمته هذه الملة الحنيفية إلى دخول الجنة والخلود فيها. وقيل: بفتح مكة ودخولها آمنين ظاهرين وهدم منار الجاهلية ومناسكهم وأنه لم يحج مشرك ولم يطف بالبيت عريان وانتصب دينا على الحال. { فمن اضطر في مخمصة } المخمصة المجاعة التي تخمص فيها البطون أي تضمر. وقال الأعشي:

تبيتون في الشتاء ملاء بطونكم

وجاراتكم غرثى يبتن خمائص

أي فمن اضطر لأكل شيء مما ذكر تحريمه في مجاعة فأكل. { غير متجانف } أي غير متلبس بمعصية ولا مائل إليها فأكل فلا إثم عليه.

[5.4]

{ يسألونك ماذآ أحل لهم } سبب نزولها ما ثبت في صحيح أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى أبي رافع قال:

" أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب. فقال الناس: يا رسول الله ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها "

فنزلت { يسألونك }. الآية، ويحتمل أن يكون ماذا كلها استفهاما والجملة خبر ويحتمل أن تكون ما استفهاما وذا خبرا أي ما الذي أحل لهم والجملة من قوله: ما إذا أحل لهم في موضع نصب بيسألونك على إسقاط حرف الجر والسؤال هنا معلق وليس فعلا قلبيا لكن لما كان طريقا إلى العلم أجرى مجرى العلم فعلق لما كان يسألونك الفاعل فيه ضمير غائب قال لهم بضمير الغائب. ويجوز في الكلام ما ذا أحل لنا، كما تقول: أقسم زيد ليضربنه ولأضربن، وضمير المتكلم يقتضي حكاية ما قالوا كما أن لأضربن يقتضي حكاية الجملة المقسم عليها.

قال الزمخشري في السؤال: معنى القول فلذلك وقع بعده ماذا أحل لهم كأنه قيل: يقولون ما إذا أحل لهم. " انتهى ". لا يحتاج إلى ما ذكر لأنه من باب التعليق، لقوله:

نامعلوم صفحہ