{ فإن كان الذي عليه الحق سفيها } أي جاهلا بالأمور والاملال أو صبيا او امرأة لا يضبط ما يقر به أو ضعيفا أي مريضا يعجز عن الإقرار لضعفه مع ثبوت حسه.
{ أو لا يستطيع أن يمل هو } لخرسه أو عيه. وهو توكيد للضمير المستكن في أن يمل ولما كان العطف بأو كان الضمير مفردا أي فإن كان أحد هؤلاء.
{ فليملل وليه } أي الناظر في أمره من وصي أو وكيل أو غيرهما مما له نظر وولاية في حق هؤلاء { بالعدل } حث على تحريه لصاحب الحق والمولى عليه.
{ واستشهدوا } أي اشهدوا وهو مما فيه استفعل بمعنى أفعل كاستيقن وأيقن وجاء بصيغة المبالغة في { شهيدين } وهو من كثرت منه الشهادة فهو عالم بمواقفها وما يشهد فيه.
{ من رجالكم } أضاف إلى المؤمنين فلا يستشهد الكافر. ومن رجالكم فيه دلالة على أنه لا يجوز شهادة الصبي وفيه جواز شهادة العبد وهو مذهب شريح وجماعة.
{ فإن لم يكونا } أي الشاهدان.
{ رجلين } والضمير في يكونا ليس عائدا على قوله: شهيدين بقيد الرجولية.
{ فرجل وامرأتان } فرجل فاعل أي فليشهد رجل أو خبر مبتدأ أي فالذي يشهد رجل. وقرىء وامرأتان بسكون الهمزة وهو على غير قياس.
{ ممن ترضون من الشهدآء } وهو متعلق بقوله: قبل واستشهدوا، والظاهر تعلقه بقوله: فرجل وامرأتان والخاب في ترضون للمؤمنين أي من أهل الدين والفضل والعدالة والظاهر اقتصار شهادة الرجل والمرأتين في سائر عقود المداينات وأنه لا يجوز في الديون إلا رجلان أو رجل وامرأتان فلا يقض فيها [فيه بشهادة] فشاهد واحد ويمين هو مذهب جماعة.
{ أن تضل إحداهما } قرىء أن بفتح الهمزة وهو مفعول من أجله أي لأن تضل نزل السبب وهو الإضلال منزلة المسبب عنه وهو الاذكار كما ينزل المسبب منزلة السبب لاتصالهما فهو كلام محمول على المعنى، أي لأن تذكر إحديهما الأخرى إن ضلت، كقولك: أعددت الخشبة أن يميل الحائط فادعمه. وقرىء ان بكسر الهمزة شرطا فتذكر رفعا جواب الشرط وقرىء تضل مبنيا للمفعول وتضل مبنيا للفاعل من أضل. وقرىء فتذكر مخففا ومشددا ومرفوعا ومنصوبا. وفتذاكر: من المذاكرة. ومعنى الإضلال هنا: عدم. الاهتداء إلى الشهادة لنسيان أو غفلة. ومعنى فتذكر من التذكير أو الإذكار على حسب القراءتين من التشديد والتخفيف وأبهم الفاعل في تضل وأبهمه في فتذكر فلم يرد بأحديهما بعينة أن كل منهما يجوز عليه الوصفان والمعنى إن ضلت هذه ذكرتها وإن ضلت هذه ذكرتها هذه، والمعنى فتذكرها الشهادة وفيه دليل على أن شرط الشهادة التذكر فلا تجوز الشهادة على الخطأ.
نامعلوم صفحہ