196

{ فأماته الله مئة عام ثم بعثه } أي أحياه برد روحه إلى جسده لم يتغير منه شيء على مر هذه السنين الكثيرة.

{ قال كم لبثت } سؤال تقرير أي كم مدة لبثت ميتا؟

{ قال لبثت يوما أو بعض يوم } قيل. أماته الله غدوة ثم بعثه قبل الغروب. قيل: بعد مائة سنة فقال قبل النظر إلى الشمس يوما ثم التفت فرأى بقية من الشمس فقال: أو بعض يوم. وفي قوله: أو بعض يوم إطلاق البعض على الأكثر.

{ قال بل لبثت مئة عام } أي بل لبثت ميتا مائة عام. وقرىء بإدغام الثاء في التاء وبالاظهار.

{ فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه } وابهم الطعام والشراب ولم يتسنه. قيل: الهاء فيه أصلية من قولهم سانهت وقيل هاء السكت فهو من قولهم: سانيت، والمعنى: لم يتغير. ولما كان طعامه وشرابه متلازمين أخبر عنهما اخبار الواحد فلم يأت التركيب يتسنها أو لم يتسنيا والجملة حال وكونها إذا وقعت حالا منفية بكم دون الواو أكثر منها بالواو.

{ وانظر إلى حمارك } قيل: نظر إلى حماره وهو واقف كهيئته يوم ربطه لم يطعم ولم يشرب أحياه الله له وهو يرى ذلك.

{ ولنجعلك آية للناس } أي فعلنا ذلك والناس ناس قومه.

أو ال فيه للجنس أي لمن عاصره ولمن أتى بعدهم.

{ وانظر إلى العظام } أي عظامك أو عظام الحمار أو عظامهما. قيل: أحيا الله منه عينيه وسائر جسده ميت ثم أحيا جسده وهو ينظر ثم نظر إلى حماره فإذا عظامه متفرقة تلوح بيضاء.

{ كيف ننشزها ثم نكسوها لحما } قرىء. بالراء من أنشر الله الموتى ونشر بمعنى أحيا. وبالزاي من أنشر. أي نحركها ونرفع بعضها إلى بعض للتركيب والجملة من قوله: كيف ننشرها في موضع البدل من العظام على الموضع لأن موضعه نصب وهو على حذف مضاف، أي: وانظر إلى حال العظام كيف ننشرها كقولهم: عرفت زيدا أبو من هو؟، أي: عرفت قصة زيد أبو من هو. وعلى هذا يتخرج ما جاء منه، نحو قوله:

نامعلوم صفحہ