مُغَفَّلٍ: (أنَّ أبَاهُ سَمِعَهُ يَقْرأُ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ في الصَّلَاةِ مَعَ أُمِّ القُرْآنِ، فقالَ لَه: يا بُنَيَّ، إيَّاكَ والحَدَثَ، فإني صَلَّيتُ مَعَ النبيِّ ﷺ ومَعَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ فلمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُم يَقُولُه، فإذا كَبَّرتَ فَقُل: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (١).
قالَ أبو المُطَرِّفِ: رُويَ عَنِ ابنِ عبَّاسٍ: أنَّ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ آيةٌ مِنَ القُرْآنِ، واخْتُلِفَ عنهُ في ذَلِكَ، فَرَوى حَجَّاجٌ، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ: أنَّ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ آيةٌ مِنَ القُرْآنِ (٢)، وهذا هُو الصَّحِيحُ، وذَلِكَ قَوْلُه ﵎: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: ٣٠] وهَهُنا رَأْسُ الآيةِ.
* قالَ عِيسى: البَلَاطُ الذي كَانَتْ تُسْمَعُ قِرَاءةُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ عندَ خَاتِمَتِه هُو طَرِيقٌ مُرْصَفٌ، آخِرُه في طَرَفِ السُّوقِ، وأَوَّلُه عندَ مَسْجِدِ النبيِّ ﷺ[٢٦٦].
وعلى الإمَامِ أنْ يُعْلِنَ بِقِرَاءَتِه في صَلَاةِ الجَهْرِ، وكانَ عُمَرُ جَهِيرَ الصَّوْتِ.
* أخذَ مَالِكٌ بِفِعْلِ ابنِ عُمَرَ أنَّهُ كَانَ إذا فَاتَهُ شَيءٌ مِنْ صَلَاةِ الإمَامِ يَقْضِي مَا فَاتَهُ بأُمِّ القُرآنِ وسُورَةٍ ويَجْهَرُ [٢٧٦].
قالَ مَالِكٌ: وما أَدْرَكَ الرَّجُلُ مَعَ الإمَامِ مِنْ صَلَاتهِ هُو أَوَّلُ صَلَاتهِ، إلا أنَّهُ يَقْضِي مَا فَاتَهُ مِنْ صَلَاتهِ بأُمِّ القُرْآنِ وسُورَةٍ، فَالقَضَاءُ بأُمِّ القُرْآنِ وسُورَةٍ، والبنَاءُ بأُمِّ القُرْآنِ وَحْدَها.
وقَوْلُ عبدِ العَزِيزِ بنِ أَبي سَلَمةَ (٣): ما أَدْرَكَ الرَّجُلُ مَعَ الإمَامِ مِنْ صَلَاةِ الإمَامِ هُو أَوَّلُ صَلَاتهِ، ويُتُّمَها على مَا أَدْرَكَ بأُمِّ القُرْآنِ وَحْدَها.