إن خلاصة الفكرة في القصة ، هي أن نترك الفضول في قضايا المسؤولية ، إلا إذا انطلق من عدم فهمنا لطبيعة التوجيه في الفكرة المعروضة علينا ؛ فإن ذلك هو الذي يمنع الاهتزاز في وعي المعرفة ، ويدفع الإنسان إلى الإحساس بالثقة في مواقع المسؤولية.
* * *
** مواضيع السورة
لعل هذه السورة من أبرز سور القرآن الكريم التي عالجت قضايا العقيدة في سياق مواجهتها للتحديات الفكرية والعملية ، أو من خلال تاريخها المتحرك في مسيرة دعوة الأنبياء إلى الله ، ومدى الصراع العنيف الذي واجهوه من جانب قوى الكفر والضلال ، أو في نماذجها المتنوعة من الذين يقفون أمام قضية الكفر والإيمان في مواقف ثلاثة :
فهناك النموذج الأول المتمثل بالمؤمنين الذين يعيشون الإيمان في وجدانهم ، ويمارسونه في حياتهم ، ويصرحون بالتزامهم به بدون خوف أو تذبذب.
وهناك المنوذج الثاني المتمثل بالكافرين الذين يكفرون بالله ، ويمارسون الكفر في مواقفهم العملية ويجاهرون به.
وهناك النموذج الثالث المتمثل بالمنافقين الذين تهتز مواقفهم في داخل ذواتهم وخارجها بين خط الإيمان وخط الكفر ، وقد أفاضت السورة في الحديث عنهم ، لنعرفهم من خلال مواصفاتهم وسماتهم في كل زمان ومكان.
وقد عالجت السورة بداية خلق آدم عليه السلام ، فتحدثت عن الحوار بين
صفحہ 97