تفسیر مجمع البیان
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
اصناف
(1) - والربح الزيادة على رأس المال ومنه (ومن نجا برأسه فقد ربح) والتجارة التعرض للربح في البيع وقوله «فما ربحت تجارتهم» أي فما ربحوا في تجارتهم والعرب تقول ربح بيعك وخسر بيعك وخاب بيعك على معنى ربحت في بيعك وإنما أضافوا الربح إلى التجارة لأن الربح يكون فيها .
الإعراب
«أولئك» موضعه رفع بالابتداء وخبره «الذين اشتروا الضلالة بالهدى» وما حرف نفي وكان صورته صورة الفعل ويستعمل على نحوين أحدهما أن لا يدل على حدث بل يدل على زمان مجرد مثل كان زيد قائما فإذا استعمل على هذا فلا بد له من خبر لأن الجملة غير مكتفية بنفسها فيزداد خبر حديثا عن الاسم ويكون اسمه وخبره في الأصل مبتدأ وخبرا فيجب لذلك أن يكون خبره هو الاسم أو فيه ذكر منه كما أن في الآية الواو في موضع الرفع لأنه اسم كان ومهتدين منصوب بأنه خبره والياء فيه علامة النصب والجمع وحرف الإعراب والنون عوض من الحركة والتنوين في الواحد وكان في الأصل مهتديين سكنت الياء الأولى التي هي لام الفعل استثقالا للحركة عليها ثم حذفت لالتقاء الساكنين وفتحت النون فرقا بينها وبين نون التثنية والآخر من نحوي كان ما هو فعل حقيقي يدل على زمان وحدث كقوله تعالى: «إلا أن تكون تجارة» أي تحدث فإذا استعمل هكذا فهي جملة مستقلة لا تحتاج إلى خبر.
المعنى
أشار إلى من تقدم ذكرهم من المنافقين فقال: «أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى» قال ابن عباس أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ومعناه استبدلوا الكفر بالإيمان ومتى قيل كيف قال ذلك وإنما كانوا منافقين ولم يتقدم نفاقهم إيمانافنقول للعلماء فيه وجوه (أحدها) أن المراد باشتروا استحبوا واختاروا لأن كل مشتر مختار ما في يدي صاحبه على ما في يديه عن قتادة (وثانيها) أنهم ولدوا على الفطرة كما جاء في الخبر
فتركوا ذلك إلى الكفر فكأنهم استبدلوه به (وثالثها) أنهم استبدلوا بالإيمان الذي كانوا عليه قبل البعثة كفرا لأنهم كانوا يبشرون بمحمد ويؤمنون به ص فلما بعث كفروا به فكأنهم استبدلوا الكفر بالإيمان عن الكلبي ومقاتل وقوله «فما ربحت تجارتهم» أي خسروا في استبدالهم الكفر بالإيمان والعذاب بالثواب وقوله: «وما كانوا مهتدين» أي مصيبين في تجارتهم كأصحاب محمد ص وقيل أراد سبحانه أن ينفي عنهم
صفحہ 143