تفسیر مجمع البیان
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
اصناف
(1) - العلم يقينا لحصول القطع عليه وسكون النفس إليه فكل يقين علم وليس كل علم يقينا وذلك أن اليقين كأنه علم يحصل بعد الاستدلال والنظر لغموض المعلوم المنظور فيه أو لإشكال ذلك على الناظر ولهذا لا يقال في صفة الله تعالى موقن لأن الأشياء كلها في الجلاء عنده على السواء وإنما خصهم بالإيقان بالآخرة وإن كان الإيمان بالغيب قد شملها لما كان من كفر المشركين بها وجحدهم إياها في نحو ما حكي عنهم في قوله وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا فكان في تخصيصهم بذلك مدح لهم.
اللغة
«أولئك» اسم مبهم يصلح لكل حاضر تعرفه الإشارة وهو جمع ذلك في المعنى وأولاء جمع ذا في المعنى ومن قصر قال أولا وألاك وأولالك وإذا مد لم يجز زيادة اللام لئلا يجتمع ثقل الزيادة وثقل الهمزة قال الشاعر:
ألا لك قوم لم يكونوا أشابة # وهل يعظ الضليل إلا أولالكا
و «المفلحون» المنجحون الفائزون والفلاح النجاح قال الشاعر:
اعقلي إن كنت لما تعقلي # فلقد أفلح من كان عقل
أي ظفر بحاجته والفلاح أيضا البقاء قال لبيد :
نحل بلادا كلها حل قبلنا # ونرجو الفلاح بعد عاد وتبعا
وأصل الفلح القطع ومنه قيل الفلاح للأكار[الحراث]لأنه يشق الأرض وفي المثل الحديد بالحديد يفلح فالمفلح على هذا كأنه قطع له بالخير .
الإعراب
موضع أولئك رفع بالابتداء والخبر «على هدى من ربهم» وهو اسم مبني والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب وكسرت الهمزة فيه لالتقاء الساكنين وكذلك قوله «وأولئك هم المفلحون» إلا أن قوله «هم» فيه وجهان (أحدهما) أنه فصل يدخل بين المبتدأ أو الخبر وما كان في الأصل مبتدأ وخبرا للتأكيد ولا موضع له من الإعراب والكوفيون يسمونه عمادا وإنما يدخل ليؤذن أن الاسم بعده خبر وليس بصفة وإنما يدخل أيضا إذا كان الخبر معرفة أو ما أشبه المعرفة نحو قوله تعالى «تجدوه عند الله هو خيرا »
صفحہ 124