تفسیر مجمع البیان
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
اصناف
(1) - لبقرة ويقال فقع لونه فقوعا وفقع يفقع إذا خلصت صفرته وقوله «إن البقر تشابه علينا» كل جمع يكون واحده بالهاء. نحو البقر والنخل والسحاب فإنه يؤنث ويذكر قال الله تعالى «كأنهم أعجاز نخل خاوية» وفي موضع آخر نخل منقعر والتذكير الغالب وقوله «تثير الأرض» في موضع رفع بكونه صفة لذلول وهو داخل في معنى النفي أي بقرة ليست بذلول مثيرة للأرض ولا ساقية للحرث ومسلمة صفة لبقرة أيضا و «لا شية فيها» جملة في موضع رفع أيضا بأنها صفة البقرة وشية مصدر من وشيت وأصلها وشي فلما أسقطت الواو منها عوضت الهاء في آخرها قالوا وشيته شية كما قالوا وزنته زنة ووصلته صلة فوزنها علة «قالوا الآن» وفيه وجوه أجودها إسكان اللام من الآن وحذف الواو من اللفظ ويجوز قال لأن على إلغاء الهمزة وفتح اللام من الآن وترك الواو محذوفة لالتقاء الساكنين ولا يعتد بفتح اللام ويجوز قالوا لأن بإظهار الواو لحركة اللام لأنهم إنما حذفوا الواو لسكونها فلما تحركت ردوها والأجود في العربية حذفها ولا ينبغي أن يقرأ إلا بما وردت به رواية صحيحة فإن القراءة سنة متبعة قال أبو علي إنما بني الآن لتضمنه معنى الحرف وهو تضمن معنى التعريف لأن التعريف حكمه أن يكون بحرف وليس تعرفه بما فيه من الألف واللام لأنه لو كان كذلك للزم أن يكون قبل دخول اللام عليه نكرة كرجل والرجل وكذلك الذي فإن فيه الألف واللام وليس تعرف الاسم بهما إنما تعرفه بغيرهما وهو كونه موصولا مخصوصا ولو كان تعرفه باللام لوجب أن يكون سائر الموصولات المتعرفة بالصلات نحو من وما غير متعرفة ويقوي زيادة اللام ما رواه المبرد عن المازني قال سألت الأصمعي عن قول الشاعر:
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا # ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
لم أدخل اللام قال أدخله زيادة للضرورة كقول الآخر:
(بإعدام العمرو عن أسيرها)
وأنشد ابن الأعرابي :
يا ليت أم العمرو كانت صاحبي # مكان من أنشأ على الركائب
فكما أن اللام في الذي وفي هذه الحكاية زائدة كذلك في الآن زائدة وقوله «وما كادوا يفعلون» كاد يدل على مقاربة مباشرة ويفعلون في موضع نصب بأنه خبر كاد والفصيح لا يدخل عليه أن لأن أن حرف يركب مع الفعل فيقوم مقام المصدر وإنما يسند إلى أن أفعال غير ثابتة ولا مستقرة مثل الطمع والرجاء نحو عسى أن تفعل ودليل على ذلك أن أن لا تدخل على فعل الحال بل على ما يتوقع في المستأنف فلهذا كانت أن لازمة لعسى ولا
صفحہ 272