168

تفسیر مجمع البیان

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

اصناف

تفسیر

(1) -

فيقتل جبرا بامرئ لم يكن له # بواء ولكن لا تكايل بالدم

وقال قوم هو الاعتراف ومعناه أنهم اعترفوا بما يوجب غضب الله ومنه قول الشاعر:

إني أبوء بعثرتي وخطيئتي # ربي وهل إلا إليك المهرب

والغضب إرادة إيصال الضرر إلى من غضب عليه فإذا أضيف إلى الله تعالى فالمراد به أنه يريد إنزال العقوبة بالمغضوب عليه نعوذ بالله من غضبه والنبي اشتقاقه من النبإ الذي هو الخبر لأنه المخبر عن الله سبحانه فإن قلت لم لا يكون من النباوة ومما أنشده أبو عثمان قال أنشدني كيسان :

محض الضريبة في البيت الذي وضعت # فيه النباوة حلوا غير ممذوق

فالقول فيه أنه لا يجوز أن يكون منها لأن سيبويه زعم أنهم يقولون في تحقير النبوة كان مسيلمة نبيئة سوء وكلهم يقول تنبأ مسيلمة فلو كان يحتمل الأمرين لما اجتمعوا على ذلك قال أبو علي ومما يقوي أنه من النبإ الذي هو الخبر أن النباوة الرفعة وكأنه قال في البيت الذي وضعت فيه الرفعة وليس كل رفعة نبوة وقد يكون في البيت رفعة ليست بنبوة والمخبر عن الله تعالى المبلغ عنه نبي ورسول فهذا الاسم أخص به وأشد مطابقة للمعنى المقصود إذا أخذ من النبإ والاعتداء تجاوز الحد الذي حده الله لعباده إلى غيره وكل مجاوز حد شيء إلى غيره فقد تعداه إلى ما تجاوز إليه .

الإعراب

قوله «يخرج لنا» مجزوم لأنه جواب أمر محذوف لأن تقديره ادع لنا ربك وقل له أخرج لنا يخرج لنا وقد ذكرنا فيما قبل أن الأصل فيه أنه مجزوم بالشرط وحذف الشرط لأن الكلام يدل عليه وقيل أن تقديره أن يكون يخرج مجزوما بإضمار اللام أي ليخرج لنا نحو قوله: «قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة» أي ليقيموا فحذف اللام وأنشد أبو زيد :

فيضحى صريعا ما يقوم لحاجة # ولا يسمع الداعي ويسمعك من دعا

وأنشد غيره:

فقل ادعي وأدع فإن أندى # لصوت أن ينادي داعيان

صفحہ 254