161

تفسیر مجمع البیان

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

اصناف

تفسیر

(1) - الثانية ياء فصار خطائي مثل خطاعي ثم قلبت الياء والكسرة إلى الألف والفتحة فقيل خطاء مثل خطاعا كما فعل بمداري فقيل مدارى ثم استثقل همزة بين ألفين لأن الهمزة مجانسة للألفات فكان كأنما اجتمعت ثلاث ألفات فأبدلت الهمزة ياء فقيل خطايا وقال الخليل أصل خطايا فعايل فقلبت إلى فعالي ثم قلب بعد على ما تبينت في المذهب الأول وإنما أعل هذا الإعلال لأن الهمزة التي بعد الألف عارضة غير أصلية وتقول في جمع مرآة مرائي فلا تعل لأن الهمزة عين الفعل.

المعنى

أجمع المفسرون على أن المراد بالقرية هاهنا بيت المقدس ويؤيده قوله في موضع آخر ادخلوا الأرض المقدسة وقال ابن زيد أنها أريحا قرية قرب بيت المقدس وكان فيها بقايا من قوم عاد وهم العمالقة ورأسهم عوج بن عنق يقول اذكروا «إذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم» أي أين شئتم «رغدا» أي موسعا عليكم مستمتعين بما شئتم من طعام القرية بعد المن والسلوى وقد قيل أن هذه إباحة لهم منه لغنائمها وتملك أموالها إتماما للنعمة عليهم «وادخلوا الباب» يعني الباب الذي أمروا بدخوله وقيل هو باب حطة من بيت المقدس وهو الباب الثامن عن مجاهد وقيل باب القبة التي كان يصلي إليها موسى وبنو إسرائيل وقال قوم هو باب القرية التي أمروا بدخولها قال أبو علي الجبائي والآية على قول من يزعم أنه باب القبة أدل منها على قول من يزعم أنه باب القرية لأنهم لم يدخلوا القرية في حياة موسى وآخر الآية يدل على أنهم كانوا يدخلون هذا الباب على غير ما أمروا به في أيام موسى لأنه قال «فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم» والعطف بالفاء التي هي للتعقيب من غير تراخ يدل على أن هذا التبديل منهم كان في إثر الأمر فدل ذلك على أنه كان في حياة موسى وقوله «سجدا» قيل معناه ركعا وهو شدة الانحناء عن ابن عباس وقال غيره أن معناه ادخلوا خاضعين متواضعين يدل عليه قول الأعشى :

يراوح من صلوات المليك # طورا سجودا وطورا جؤارا

وقيل معناه ادخلوا الباب فإذا دخلتموه فاسجدوا لله سبحانه شكرا عن وهب وقوله «حطة» قال الحسن وقتادة وأكثر أهل العلم معناه حط عنا ذنوبنا وهو أمر بالاستغفار وقال ابن عباس أمروا أن يقولوا هذا الأمر حق وقال عكرمة أمروا أن يقولوا لا إله إلا الله لأنها تحط الذنوب وكل واحد من هذه الأقوال مما يحط الذنوب فيصح أن يترجم عنه بحطة و روي عن الباقر (ع) أنه قال نحن باب حطتكم وقوله «نغفر لكم خطاياكم» أي نصفح

صفحہ 247