151

تفسیر مجمع البیان

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

اصناف

تفسیر

(1) - روي عن أبي عمرو الإسكان في هذا النحو فلعله سمعه يختلس فحسبها إسكانا لضعف الصوت به والخفاء وعلى هذا قوله ولا يأمركم وغيره.

اللغة

البارئ هو الخالق الصانع وبرأ الله الخلق يبرؤهم برءا أي خلقهم قال أمية ابن أبي الصلت :

الخالق البارئ المصور في الأرحام # ماء حتى يصير دما

والفرق بين البارئ والخالق أن البارئ هو المبدئ المحدث والخالق هو المقدر الناقل من حال إلى حال وبرأ من المرض يبرأ برءا فهو بارئ والبراءة من العيب والمكروه لا يقال منه إلا بريء بالكسر وفاعله بريء ورجل براء بمعناه وامرأة براء ونسوة براء وأما قوله إنا برآؤا فهو جمع بريء وأصل الباب انفصال الشيء من الشيء ومنه برأ الله الخلق أي فطرهم كأنهم انفصلوا من العدم إلى الوجود والبرية فعيلة بمعنى مفعول ولا تهمز كما لا يهمز ملك وإن كان أصله الهمزة وقيل البرية مشتقة من البري وهو التراب فلذلك لم يهمز وقيل مأخوذة من بريت العود فذلك لم يهمز والقتل والذبح والموت نظائر والفرق بينهما أن القتل نقض بنية الحياة والذبح فري الأوداج والموت عند من أثبته عرض يضاد الحياة والقتل العدو وجمعه أقتال والقتال النفس وناقة ذات قتال إذا كانت وثيقة وقتلت الشيء علما إذا أيقنته وتحققته وفي المثل قتلت أرض جاهلها وقتل أرضا عالمها وتقتلت الجارية للفتى حتى عشقها كأنها خضعت له قال:

تقتلت لي حتى إذا ما قتلتني # تنسكت ما هذا بفعل النواسك

.

الإعراب

«يا قوم» القراءة بكسر الميم وهو الاختيار لأنه منادى مضاف والندا باب حذف فحذف الياء لأنه حرف واحد وهو في آخر الاسم كما أن التنوين في آخره وبقيت الكسرة تدل عليه ولما كان ياء الإضافة قد تحذف في غير النداء لزم حذفه في النداء ويجوز في الكلام أربعة وجوه «يا قوم» كما قرئ ولا يجوز غيره في القرآن لأن القراءة سنة متبعة ويجوز يا قومي إنكم بإثبات الياء وإسكانه ويجوز يا قومي بإثبات الياء وتحريكه فهذه ثلاثة أوجه في الإضافة ويجوز يا قوم على أنه منادى مفرد وأما قوله «يا ليت قومي» فإن الياء ثبتت فيه لأنه لم يلحقه ما يوجب حذفه كما لحق في النداء.

صفحہ 237