كتاب تفسير الكرسي(1)
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحيسن صلوات الله عليه:
أما بعد فإني أحمد إليك(2) الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله، وعلى أهل بيته، وأن يجعلك من أهل ولايته، ويحبوك بحفظه وكلاءته.
ثم إني سأذكر لك نبأ أهل الزيغ من المشبهة عليها لعنة الله، وأقص عليك سبيل ضلالها عن الهدى، ومن حيث ضلت وعميت.
واعلم رحمك الله أن فريقا من المشبهة كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى عهد علي رحمة الله عليه، وقد ذكر الله عز وجل هؤلاء الذين كانوا على عهد نبيه صلى الله عليه وعلى آله في آي الكتاب الذي نزله، فقال سبحانه: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا. أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا. أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا}[الأسراء:90 92] وفيهم يقول سبحانه: { لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا. يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا. وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هبآء منثورا} [الفرقان: 21 23]. فعاب تبارك وتعالى كفرهم في اعتقادهم التشبيه في الله عز وجل، وجعل مصيرهم إلى النار بذلك. وكذلك هؤلاء الملحدون أيضا، فهم على ذلك السبيل، وبه يعتقدون، وعنهم وعن أشياعهم نقلوا هذه الروايات.
فقالت فرقة منهم: إن الله تبارك وتعالى خلق آدم صلى الله عليه على خلق نفسه، وأنه يضحك حتى تبدو نواجذه.
وقالت فرقة: بل هو نور من الأنوار، يكل عنه النظر، ولا ينفذه البصر. وزعموا في زعمهم أن لله عرشا مشتملا عليه، وأن النبي صلى الله عليه وآله: أسري به إلى السماء ووصل إلى الله عز وجل، ووجد برد أنامله في جسده، وأنه سمع الله سبحانه وهو يقول: كن فيكون.
وقالت فرقة: إن الله تعالى ذكره يظهر يوم القيامة ويرى عيانا، وأنه يكون يوم القيامة جالسا على العرش، ورجلاه على العرش، وأنه يكشف لهم ساقه، ويحتجب عن الكفار فلا يرونه.
(1) هذه الرسالة ليست في (أ).
(2) ليست في (أ).
صفحہ 255