تفسیر کبیر

الطبرانی d. 360 AH
69

تفسیر کبیر

التفسير الكبير

اصناف

قوله تعالى: { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله }؛ نزلت هذه الآية في علماء اليهود الذين غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة فكتبوها: محمد سبطا؛ طويلا؛ أزرقا؛ شبط الشعر. وكانت صفته في التوراة: حسن الوجه؛ جعد الشعر؛ أسمر ربعة. فبدلوا وقالوا: هذا من عند الله، وإذا سئلوا عن صفته قرأوا ما كتبوه؛ فيجدونه مخالفا لصفته فيكذبونه. وإنما فعلت اليهود ذلك؛ لأنهم خافوا ذهاب ملكهم وزوال رئاستهم حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة؛ فاحتالوا في تغيير صفته ليمنعوا الناس عن الإيمان به.

والويل: الشدة في العذاب. وقيل: الهلاك. وقيل: الخزي؛ ويكنى عنه ب (ويس) و(ويح). وقيل: هو واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يقع إلى قعره. وقيل: يسيل فيه صديد أهل النار. وقيل: لو جعلت فيه جبال الدنيا لماعت من شدة حره.

وقوله تعالى: { ليشتروا به ثمنا قليلا }؛ يعني ما كان لهم من المأكلة والهدايا من أغنيائهم؛ ألحق الله بهم ثلاث ويلات فيما غيروا من الكتاب. وقوله تعالى: { فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون }؛ أي مما يصيبون من المآكل والهدايا. ولفظ الأيدي للتأكيد كقولهم: مشيت برجلي؛ ورأيت بعيني. قال الله تعالى:

ولا طائر يطير بجناحيه

[الأنعام: 38].

[2.80]

قوله تعالى: { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة }؛ اختلفوا في هذه الأيام ما هي؟ قال ابن عباس ومجاهد: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تقول: مدة الدنيا سبعة آلاف سنة؛ وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما واحدا، ثم ينقطع العذاب عنا بعد سبعة أيام. فأنزل الله هذه الآية).

وقال قتادة وعطاء: (يعنون الأربعين يوما التي عبد آباؤهم فيها العجل؛ وهي مدة غيبة موسى عليه السلام).

وفي بعض التفاسير: اختلف في مقدار عبادتهم العجل؛ فقيل: عشرة أيام. وقيل: سبعة أيام. وقيل: أربعون يوما. فقال الله تعالى تكذيبا لهم: { قل }؛ يا محمد: { أتخذتم عند الله عهدا }؛ أي موثقا أن لا يعذبكم إلا هذه المدة، { فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون }.

وروي أنه يقال لهم عند مضي الأجل: يا أعداء الله قد مضى الأجل وبقي الأبد.

نامعلوم صفحہ