ادخلوا مصر إن شآء الله آمنين
[يوسف: 99]. وقال الضحاك: (هي مصر موسى وفرعون). ودليل هذا القول قراءة الحسن وطلحة: (مصر) بغير تنوين جعلاها معرفة؛ فاجتمع فيها التعريف والتأنيث من حيث أراد البقعة فلم ينصرف.
قوله تعالى: { وضربت عليهم الذلة }؛ أي الذل والهوان بالجزية، { والمسكنة }؛ أي زي الفقر فتراهم كأنهم فقراء وإن كانوا مياسير. وقيل: فقراء القبل فلا يرى في أهل الملل أذل ولا أحرص على المال من اليهود. قوله تعالى: { وبآءو بغضب من الله }؛ أي رجعوا؛ وقيل: استحقوا، والباء صلة. وقيل: احتملوا واقروا به، ومنه الدعاء المأثور: [أبوء بنعمتك علي؛ وأبوء بذنبي]. وغضب الله عليهم: ذمه إياهم وتوعده لهم في الدنيا، وإنزال العقوبة بهم العقبى. قوله تعالى: { ذلك }؛ أي ذلك الغضب؛ { بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله }؛ أي بصفة محمد وآية الرجم في التوراة والإنجيل والفرقان.
قوله تعالى: { ويقتلون النبيين بغير الحق }؛ قرأ السلمي: (ويقتلون) بالتشديد؛ و(النبيين) في جميع القرآن بالتشديد من غير همزة، وتفرد نافع بهمز (النبيئين) فمن همز فمعناه: المخبر؛ من قول العرب: أنبأ ينبئ إنباء، ومن حذف الهمزة؛ فإنه أراده، لكن حذفه الهمزة طلبا للخفة؛ لكثرة استعمالها. وقيل: لأنه بمعنى الرفيع مأخوذ من النبوة وهي المكان المرتفع. قال: نبا الشيء بغير همز إذا ارتفع.
وقوله تعالى: { ويقتلون النبيين بغير الحق } أي بلا جرم مثل زكريا ويحيى وسائر من قتل اليهود من الأنبياء. وفي الخبر:
" أن اليهود قتلوا سبعين نبيا في أول النهار، وقامت سوق بقلهم في آخر النهار. وقيل: قتلوا في يوم واحد ثلاثمائة نبي "
قوله تعالى: { ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون }؛ أي يتجاوزون أمري ويرتكبون محارمي.
[2.62]
قوله عز وجل: { إن الذين آمنوا }؛ أي إن الذين آمنوا بموسى والتوراة ثم لم يتهودوا؛ والذين آمنوا بعيسى ولم يقسموا بالنصرانية، { والذين هادوا والنصارى والصابئين } ، أي والذين تهودوا وتنصروا وتصابأوا، { من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }.
اختلف العلماء في تسمية الذين هادوا بهذا الاسم: فقالوا: بعضهم سموا بذلك لأنهم هادوا؛ أي تابوا من عبادة العجل، قوله تعالى: إخبارا عنهم:
نامعلوم صفحہ