إنما قرن التاريخ بالليل دون النهار؛ لأن العرب وضعت التاريخ على سنين القمر؛ وإنما يهل بالليل. وقيل: لأن الظلمة أقدم من الضوء؛ والليل خلق قبل النهار؛ قال الله تعالى:
وآية لهم اليل نسلخ منه النهار
[يس: 37].
[2.52]
قوله تعالى: { ثم عفونا عنكم من بعد ذلك }؛ أي تركناكم فلم نستأصلكم؛ من قوله عليه السلام:
" إعفوا اللحى "
وقيل: محونا ذنوبكم من قول العرب: عفت الرياح المنزل فعفا. وقوله عز وجل: { من بعد ذلك }؛ أي من بعد عبادتكم العجل. وقوله تعالى: { لعلكم تشكرون }؛ أي لكي تشكروا عفوي عنكم وصنيعي إليكم.
واختلف العلماء في ماهية الشكر؛ فقال ابن عباس: (هو الطاعة بجميع الجوارح لرب الخلائق في السر والعلانية). وقال الحسن: (شكر النعمة ذكرها). وقال الفضيل: (شكر كل نعمة أن لا يعصى الله تعالى بعدها). وقال أبو بكر الرازي: (حقيقة الشكر معرفة المنعم؛ وأن لا تعرف لنفسك في النعمة حظا؛ بل تراها من الله عز وجل). قال الله:
وما بكم من نعمة فمن الله
[النحل: 53]. ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:
نامعلوم صفحہ