تفسیر جالینوس لفصول ابقراط
شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق
اصناف
قال جالينوس: إن من عادة أبقراط إذا قال استعمال الدواء أن يريد به لا كل دواء لكن الدواء المسهل أو المقيء (1113) خاصة. وأخبر أبقراط في الفصل الذي قبل هذا بعرض واحد من الأعراض التي تعرض للأصحاء عند تناول هذا الدواء، وهو أنه قال إنه يسرع إليهم (1114) الغشي. ثم حكم فيهم (1115) في هذا PageVW6P041A الفصل بحكم أعم من الأول فقال (1116) إن استعمال الدواء فيهم يعسر. وذلك أنه (1117) يعرض لهم منه دوار ومغص ويعسر خروج ما يخرج منهم ويسرع إليهم مع ذلك الغشي. وإنما تعرض لهم هذه الأعراض كلها لأن الدواء المسهل يتوقى (1118) إلى اجتذاب (1119) الكيموس الملائم له وهو المرة الصفراء أو السوداء (1120) أو البلغم (1121) أو الفضلة (1122) المائية. فإذا لم نجد منه (1123) في البدن فضلا جاذب (1124) الدم واللحم واستكرههما لينزع منهما ما فيهما مما يلايمه.
38
[aphorism]
قال (1125) أبقراط: ما كان من الطعام والشراب (1126) أخس قليلا إلا أنه ألذ (1127) فينبغي (1128) أن يختار على ما هو منهما أفضل (1129) إلا أنه أكره (1130).
[commentary]
قال جالينوس: إنه ليس ينبغي أن يفعل هذا لمساعدة (1131) المريض ومساهلته فقط لكن لأنه (1132) مع ذلك أنفع له. وذلك أن (1133) كل ما يتناوله المتناول وهو يلتذه فإن معدته تحتوي عليه وتلزمه ويكون هضمها له أكثر. وإذا كان ما يتناول كريها (1134) نفرت عنه (1135) وتبرأت (1136) منه فيجلب إما غشيانا (1137) وإما نفخة وإما خضخضة. فالشيء الذي هو في أبدان أكثر الناس أحسن قليلا من الطعام والشراب فهو (1138) في بدن من يتناوله PageVW0P138A وهو يلتذه (1139) أجود من غيره مما هو في أولئك أفضل منه فضلا عن أن لا يكون أحسن منه.
39
[aphorism]
صفحہ 538