238

تفسیر جالینوس لفصول ابقراط

شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق

قال جالينوس : إنا قد نجد في PageVW6P082B أكثر النسخ مكان «من قذف» «من تقيأ»، ونجد كثيرين ممن فسر هذا الكتلب إنما يعرف هذا الفصل يكتب على تلك النسخة أعني * النسخة (107) التي فيها «من تقيأ دما زبديا». وتعاطى قوم تفسير هذه اللفظةة فقالوا إنه أراد أن يدل بها على كثرة ما يقذف، ولذلك استعمل مكان «من قذف» «من تقيأ». وأصحاب هذا القول يكذبون على العيان كذبا بينا. وذلك أنا قد رأينا * مرارا (108) كثيرة من قذف من رئته دما زبديا ليس بالكثير. وأنا أقول إنه إن كان ابقراط هكذا كتب هذا الفصل فإنما استعمل هذه اللفظة على طريق الاستعارة، لأنه ليس متى كان الدم الزبدي كثيرا دل على أن قذفه من الرئة ومتى كان قليلا * دل (109) على أن قدفه من موضع آخر. وإن كان ابقراط إنما كتب «من قذف» أو «من نفث» أو «من * بزق (110) » فقد استعمل اللفظة على حقيقتها، وهذا الدم الذي هو بهذه الحال يدل على أن القرحة إنما هي في الجوهر اللحمي الذي في الرئة وهو جسمها الحاص * بها (111) ، فأقول إن القول * بأن (112) الدم الزبدي إنما يدل على أن القرحة في الرئة فقط حق. PageVW0P030B وليس القول بأنه متى كانت القرحة في الرئة فيجب ضرورة أن يكون الدم الذي يقذف زبديا بحق. فقد رأينا * مرارا (113) كثيرة قوما سقطوا من موضع عال * وقوما (114) وقعت بهم صدمة من * راكل (115) أو رامح أو ضارب في موضع الصراع من * نوع (116) الضربة التي تكون إذا سقط الرجل على الأرض ووقع آخر على صدره فنفثوا مع سعال دما كثيرا حسن اللون جدا من غير وجع بتة، * كأن (117) أشبه الأمر وأولاه أن يكون ذلك الدم إنما قذف من عرق الصدع في الرئة.

14

[aphorism]

صفحہ 799