تفسیر جالینوس لفصول ابقراط

حنین بن اسحق d. 259 AH
172

تفسیر جالینوس لفصول ابقراط

شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق

قال جالينوس: إن كان الكلال قد يدل على الحركة الشديدة وهي التي تسمى التعب ويدل على الوجع ويدل على الضرر كما بينا قبل، فبين أن قوله «كل» قد يحتمل أن يكون معناه إن نالته حركة كثيرة وإن حدث فيه وجع أو ضرر. وقد رأينا أيضا بعض من يقوم من مرض إذا (435) لم يكن بدنه نقيا (436) حسنا من الأخلاط الفاعلة لمرضه، لكن قد (437) بقيت فيه بقائا من تلك الفضول إذا نال عضوا (438) من أعضائه تعب أو حدث فيه وجع خرج فيه خراج، والتعب في ذلك يقوم مقام سبب والوجع يقوم مقام علامة. وذلك أن عند الحركة الشديدة قد تضعف القوة وتزيد الحرارة. وأما الوجع فيكون عندما ينجلب (439) إلى العضو الفضل. فالوجع كما قلت علامة تدل على خراج هو في الحدوث. وأما (440) الحرارة والضعف فيجتلبان (441) الفضول إلى العضو الذي نالته الآفة. فقد يمكن إذا أن تفهم قوله «كل» على الوجهين جميعا، إلا أن أحد المعنيين أوفق لهذا الكلام كله الذي قال (442) أبقراط فيه إذ كان قد تقدم فذكر الحمى التي يكون معها الإعياء. وكان يتبع بهذا القول فيقول وإن كان أيضا قد تقدم فتعب عضو من الأعضاء. فقد يظهر أن كلامه في الفصل الأول الذي أوله صاحب الإعياء في الحمى إنما هو في الإعياء الذي يكون في نفس المرض، وكلامه في هذا الفصل الذي نحن في تفسيره في الإعياء الذي يكون في وقت ما يخرج المريض (443) من مرضه، وكلامه في الفصل الذي يأتي بعده في الإعياء الذي يتقدم المرض.

33

[aphorism]

قال أبقراط: وإن كان أيضا قد تقدم فتعب (444) عضو (445) من الأعضاء من قبل أن يمرض صاحبه ففي ذلك العضو يتمكن المرض.

[commentary]

صفحہ 702