تفسیر جالینوس لفصول ابقراط
شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق
اصناف
قال جالينوس: إن اتصال الجنين بالرحم على مثال اتصال الثمار بالشجر. فإن الثمار (10) في أول تولدها (11) تكون اتصالها بمعاليق ضعيفة، ولذلك قد يسرع إليها الانتثار إذا هبت ريح عاصفة فحركتها حركة شديدة. فإذا تمت كان اتصالها بشجرها أقوى وأبعد من الانهتاك، فإذا استكملت وتمت انتثرت من غير إزعاج شيء يزعجها من خارج. وعلى هذا المثال أيضا فإن الجنين في أول أمره عند وقوع المني في الرحم يكون اتصاله PageVW2P051B به (12) ضعيفا، فإن عرض للمرأة أن تثب أو تزلق (13) فتسقط أو تتحرك بغير (14) ذلك بضرب من الضروب كحركة فيها بعض الشدة من حركات البدن أو حركات النفس انهتك اتصال الجنين بالرحم (15) أيضا سريعا. وكذلك يكون حاله إذا استكمل وتم. وأما في مدة الزمان التي (16) بين الوقتين فاتصال الجنين بالرحم أوثق وأحرز، فتحتمل عند ذلك الحامل من الحركة ما فيه بعض الشدة من غير أن ينال الجنين منه ضرر. فلما علم ابقراط ذلك قال إنه ينبغي أن تسقى الحامل الدواء إذا كانت الأخلاط في بدنها هائجة منذ تأتي على الجنين أربعة أشهر وإلى أن تأتي عليه سبعة أشهر، وهذا الوقت الذي حده هو الوقت (17) المتوسط بين أوقات الحمل الذي فيه يكون اتصال الجنين بالرحم صحيحا قويا (18). وليس يأمر أيضا أن تسهل كل حامل تحتاج إلى الإسهال في هذا الوقت، ولكن (19) إذا كانت الأخلاط هائجة يعني إذا كانت تحفز (20) وترهق. فإن هذه اللفظة أعني هائجة إنما استعارها أبقراط على طريق التشبيه مما يقال PageVW0P002A في الحيوان الذي (21) يهيج للفساد والترق. فإن الأخلاط الغالبة في البدن إذا كانت متحركة ساعية فيه كله، ولم تكن بعد تمكنت في عضو واحد من أعضائه وثبتت فيه، فأن الطبيعة عند ذلك تهيج لقذفها ونفضها وتحتاج إلى معين يعينها ويسدد مسلكها إلى البطن. وأما متى كانت الأخلاط ثابتة في عضو من الأعضاء فليس ينبغي أن تحرك. فقد قال ابقراط قولا ذهب فيه إلى (22) هذا المذهب وهو قوله أن من دام أن يستفرغ عضوا وارما في ابتداء المرض بدواء مسهل لم يستفرغ من الموضع المتمدد الوارم شيئا من قبل أن العلة لا تواتي الدواء إذا كانت لم تنضج بعد وأنهك المواضع الصحيحة المقاومة للمرض. وقد اتفق جميع من فهم كلام أبقراط ولو السير منه أن من عادته إذا قال سقى الدواء المطلق أنه يعني به سقى (23) الدواء المسهل أو المقيء (24). وليست (25) بنا حاجة إلى ذكر قوله في سائر كتبه إذ كان فيما أتى به في هذا الكتاب من الفصول بعد هذا الفصل دليلا كافيا (26) على ذلك، فإنه ليس يمكن أن يكون PageVW2P052A عنى فيها بهذه اللفظة شيئا سوى ما قلنا كما سنبين لك ذلك بعد * قليل. (1)
2
[aphorism]
قال أبقراط: إنما ينبغي أن يسقى من الدواء ما يستفرغ من البدن النوع الذي إذا استفرغ من تلقاء نفسه نفع استفراغه، فأما ما كان أستفراغه على خلاف ذلك فينبغي أن تقطعه (27).
[commentary]
صفحہ 656