تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
اصناف
وقد كثر اطلاق الكتاب فى الآيات والاخبار على مراتب وجود العالم، وعلى بنى آدم، وعلى الصدر المستنير بنور الرسالة، وعلى أحكام الرسالة، وعلى القلب المستنير بنور النبوة، وعلى احكام النبوة، وعلى الروح المستنير بنور الولاية، وعلى آثار الولاية.
تحقيق معنى الكلام
والكلام مصدر لم يستعمل فعله لان الكلام مجردا لم يستعمل فى معنى التكلم بل استعمل من باب قتل وضرب بمعنى جرح والمستعمل بمعنى التكلم كلم من باب التفعيل وتكلم من باب التفعل وكالم من المفاعلة وتكالم من التفاعل، وقيل هو اسم مصدر بمعنى التكلم لكنه فى العرف العام صار اسما للحاصل بالتكلم وفى عرف النحاة صار اسما للمركب المفيد من الكلمات.
الفرق بين الكتاب والكلام
والفرق بين الكتاب والكلام بالنسبة الى ما صدر من المبادئ العالية اعتبارى محض فان الفيض المقدس المسمى بفعل الحق تعالى واضافته الاشراقية ونفس الرحمن ومشيئة باعتبار ظهور الصفات والاسماء ولوازم الاسماء به اذا لوحظ نسبته الى الحق الاول تعالى وقيامه به قيام الفعل بالفاعل كان كلاما ومتكلمية له تعالى، واذا لوحظ شيئيته فى نفسه ومغايرته له تعالى وبينونته منه كان كتابا له تعالى، وهكذا الحال فى العقول والنفوس وعالم المثال وعالم الطبع فانها بالنسبة اليه تعالى كلام وكتاب بتوسط المشيئة التى هى من الله كنفس الانسان من الانسان، ومن مراتب الممكنات كنفس الانسان من مخارج الحروف ولذا سميت بنفس الرحمن، وكل مرتبة من مراتب الوجود بالنسبة الى عاليها كلام وكتاب بالاعتبارين، والانسان بمراتبه العالية نظير المراتب العالية للعالم، واما بمقامه البشرى فنفسه المتكيف بكيفية الحروف بتوسط تقطيعه بمخارج الحروف بسبب عدم ظهور استقلاله ونفسيته كلاميته ظاهرة وكتابيته خفية، ومكتوبه لظهور بينونته واستقلاله كتابيته ظاهرة وكلاميته خفية، ونظير هذين عالم الارواح وعالم الطبع بالنسبة الى الله تعالى لاختفاء البينونة هناك وظهورها هاهنا.
{ لا ريب فيه } لا لنفى الجنس او لنفى الفرد الشائع على اختلاف القراءتين والريب والريبة القلق والاضطراب فى النفس عن الانقياد لامر معلوم او مظنون او مشكوك وتبادر معنى الشك واستعماله فيه لكونه فى الاغلب مع الشك، ولانه اذا كان مع العلم والظن يستعقب الشك كما ورد:
" لا ترتابوا فتشكوا، ولا تشكوا فتكفروا "
، والمراد منه هاهنا معناه الحقيقى، او الشك والضمير المجرور راجع الى الكتاب او الى " الم ".
اعلم ان الكتاب هنا كما مرت الاشارة اليه عبارة عن الحقائق المشهودة له (ص) حين الانسلاخ عن البشرية والاتصال بالعوالم العالية المشار اليها ب " الم " او المأخوذ منها " الم " وتفسيره بالقرآن المفتتح ب " الم " وبعلى (ع) او بما نزل فى على (ع) يعنى بالولاية وآثارها او بالنبوة او الرسالة وأحكامهما لكون المذكورات نازلة تلك الحقائق وظهورها.
تحقيق ان الانسان ما لم يخرج من اسر نفسه لا يدرك من القرآن الا اللفظ والعبارة
نامعلوم صفحہ