139

تفسیر آیات الاحکام

تفسير آيات الأحكام

اصناف

[المائدة: 95] وقوله:

واعف عنا

[البقرة: 286] وعفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق أي اسقطتها عنكم.

والمعنى: فمن ترك له من جهة أخيه شيء أي ترك له القتل، ورضي منه بالدية.

{ فاتباع بالمعروف }: مطالبته بالمعروف، أي يطالبه ولي القتيل بالرفق والمعروف، ويؤدي إليه القاتل الدية بإحسان، بدون مماطلة أو بخس أو إساءة في الأداء.

{ فمن اعتدى }: أي ظلم فقتل القاتل بعد أخذ الدية فله عند الله عذاب أليم.

{ الألباب }: العقول جمع لب، مأخوذ من لب النخلة.

المعنى الإجمالي

يقول الله جل ثناؤه ما معناه: يا أيها الذين آمنوا فرض عليكم أن تقتصوا للقتيل من قاتله، ولا يبغين بعضكم على بعض، فإذا قتل الحر الحر فاقتلوا فقط، وإذا قتل العبد العبد فاقتلوه به، وإذا قتلت الأنثى الأنثى فاقتلوها بها مثلا بمثل بالعدل والمساواة، ودعوا الظلم الذي كان بينكم فلا تقتلوا بالحر أحرارا، ولا بالعبد حرا، ولا بالأنثى رجلا، فإن ذلك ظلم وعدوان، واستعلاء وطغيان، فمن ترك له شيء من القصاص إلى الدية، وعفا عنه ولي القتيل فلم يقتص منه وقبل منه الدية، فليحسن الطالب في الطلب من غير إرهاق ولا تعنيف، وليحسن الدافع في الأداء من غير مماطلة ولا تسويف، ذلك الذي شرعته لكم - أيها المؤمنون - من العفو إلى الدية، تخفيف من ربكم ورحمة، خفف به عنكم ليظهر فضله عليكم، على عكس من سبقكم من اليهود حيث لم يكن في شرعهم إلا القصاص، فمن تجاوز منكم بعد أخذ الدية وقتل القاتل، فله عذاب أليم عند الله، لأنه ارتكب جريمة بنقضه العهد وغدره بالقاتل بعد أن أعطاه الأمان ، وأخذ منه المال.

ولكم - يا أولي العقول - فيما شرعت لكم من القصاص حياة وأي حياة، لأنه من علم أن من قتل نفسا قتل بها يرتدع وينزجر عن القتل، فيحفظ حياته وحياة من أراد قتله، وبذلك تصان الدماء، وتحفظ النفوس، ويأمن الناس على أرواحهم، ذلك هو شرع الله الحكيم، ودينه القويم، الذي به حياة الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة.

نامعلوم صفحہ