324

Tafsir and the Exegetes

التفسير والمفسرون

ناشر

مكتبة وهبة

پبلشر کا مقام

القاهرة

اصناف

* حملة ابن القيم على الزمخشرى:
فهذا هو العلاَّمة ابن القيم، كثيرًا ما يثور على الزمخشرى من أجل تفسيره الاعتزالى.
فمثلًا نراه يذكر ما فَسَّرَ به الزمخشرى قوله تعالى فى الآية [١٧٦] من سورة الأعراف: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ولاكنه أَخْلَدَ إِلَى الأرض واتبع هَوَاهُ﴾ .. ثم يقول: "فهذا منه شنشنة نعرفها من قَدَرى نافٍ للمشيئة العامة، مبعد للنجعة فى جعل الكلام الله معتزليًا قدريًا".
*
* حملة ابن المنير على الزمخشرى:
ومن الذين خصصوا جهودهم للكشَّاف بعد قرون من ظهوره، قاضى الإسكندرية، أحمد بن محمد بن منصور المنير المالكى، فقد كتب عليه حاشية خاصة سماها "الانتصاف" ناقش فيها الزمخشرى وجادله فى بعض ما جاء فى كشَّافه من أعاريب وغيرها، ولكنه ركز مجهوده العظيم فى بيان ما تضمنه من الاعتزال، وإبطال ما فيه من تأويلات تتناسب مع مذهب الزمخشرى وتتفق مع هواه.
ويظهر أن القاضى المالكى كان يميل بوجه عام إلى الجدال والنقاش، فقد قيل: إنه كان بصدد أن يرد على كتب الإمام الغزالى، تلك الكتب التى لم تكن مقبولة عند المالكية، ولم يصرفه عن قصده إلا أُمه التى لم يطب خاطرها بهذه الحرب التى يثيرها ابنها ضد الموتى كما أثارها ضد الأحياء، ولكنه مع ذلك فعل هذا مع الزمخشرى، واعتقد أنه بعمله هذا قد ثار لأهل السُّنَّة من أهل البدعة، وقد صرَّح بذلك حيث توجَّه باللوم للزمخشرى على تفسيره لقوله تعالى فى الآيتين [٢٣، ٢٤] ُ من سورة آل عمران: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الكتاب يُدْعَوْنَ إلى كِتَابِ الله لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يتولى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُونَ * ذلك بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النار إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾ ..
فقال: "فانظر إليه كيف أشحن قلبه بغضًا لأهل السُّنَّة وشقاقًا، وكيف ملأ الأرض من هذه النزعات نفاقًاَ، فالحمد لله الذى أهَّل عبده الفقير إلى التورك عليه، لأن آخذ من أهل البدعة بثأر أهل السُّنَّة، فأصمى أفئدتهم من قواطع البراهين بمقومات الأسِّنة".
كما اعتقد أنه أدَّى للمسلمين وللإسلام خدمة عظيمة، كافية لأن تقوم له عذرًا أمام الله وأمام الناس عن تخلفه عن الخروج للغزو والجهاد فى سبيل الله وذلك حيث يقول بعد تعقيبه على الزمخشرى فى تفسيره لقوله تعالى فى الآية [١٢٢] من سورة

1 / 330