Tafsir and Interpretation in the Quran

Salah Al-Khalidi d. 1443 AH
119

Tafsir and Interpretation in the Quran

التفسير والتأويل في القرآن

ناشر

دار النفائس

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م

پبلشر کا مقام

الأردن

اصناف

الذاهبون إلي هذا المعنى للتأويل: كثير من أئمة التفسير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ذهب إلي هذا المعنى للتأويل في آية سورة آل عمران التي أمامنا، حيث اعتبروها متوافقة مع ورود كلمة التأويل في القرآن في المواضع الأخري- التي استعرضناها فيما سبق-. لا سيما أنّ أمامهم حديث صحيح عن رسول الله ﷺ يذم زائغي القلوب، الراغبين في تأويل المتشابه، ويحذر المسلمين منهم. فقد روي البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن أبي مليكة عن عائشة ﵂ قالت: تلا رسول الله ﷺ هذه الآية: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ. ثم قال: «فإذا رأيتم الذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمّاهم الله، فاحذروهم». وفي رواية أخرى عن عائشة ﵂ قالت: سئل رسول الله ﷺ عن قول الله: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ فقال: «إذا رأيتم الذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمّي الله، فاحذروهم». وممن ذهب إلي هذا الرأي الإمامان: ابن جرير الطبري وابن كثير الدمشقي. قال الطبري في تفسير قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ: الله الذي لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء، هو الذي أنزل عليك القرآن. من هذا القرآن آيات محكمات. وهنّ اللواتي قد أحكمن بالبيان والتفصيل، وأثبتت حججهنّ وأدلتهن علي ما جعلن أدلة عليه من حلال وحرام، ووعد ووعيد، وثواب وعقاب، وأمر وزجر، وخبر ومثل، وعظة وعبر، وما أشبه ذلك.

1 / 127