156

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

ناشر

دار الثريا للنشر

اصناف

نُغْرِقْهُمْ﴾ وهم في سفنهم ﴿فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ﴾ الصريخ بمعنى المغيث، وسمي المغيث صريخًا؛ لأن عادة الإنسان إذا هاجمه أحد صرخ يستغيث، ومنه حديث غزوة بدر أن أبا سفيان بعث صارخًا إلى أهل مكة يستغيثهم ﴿وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣)﴾ أي: لا أحد يغيثهم، ولا أحد ينقذهم إذا أراد الله ﷾ أن يغرقهم ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٤٤)﴾ أي لا ينجيهم أحد إلا رحمة الله ﷿، والاستثناء هنا قيل: إنه منقطع؛ لأن قوله: ﴿وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا﴾ بمعنى: لكن رحمة منا ينجون وينقذون، وقوله: ﴿وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٤٤)﴾ أي أنهم يمتعون إلى حين أجلهم؛ لأن الله تعالى جعل لكل شيء قدرًا، أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم، وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاءآجالهم. الفوائد: في الآيتين الكريمتين فوائد: ١ - منها: إثبات مشيئة الله ﷿ لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ﴾. ٢ - ومنها: أن الله إذا أراد بقوم سوءًا فلا مرد له، لقوله: ﴿فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣)﴾. ٣ - ومنها: بيان نعمة الله ﷾ بإنجائهم من الغرق، وأن نجاتهم من الغرق ليست بكسبهم وعملهم، ولكنها من رحمة الله ﷿. ٤ - ومنها: إثبات رحمة الله ﷿ لقوله: ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا﴾.

1 / 157