Tafsir Al-Uthaymeen: Stories
تفسير العثيمين: القصص
ناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٦ هـ
پبلشر کا مقام
المملكة العربية السعودية
اصناف
موسى، لكنْ معه دليلان ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ﴾ أي: قومه، وفِرْعَونُ هو حاكِمُ مِصرَ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ عَلَمُ جِنس لِكُلِّ مَنْ حَكَمَ مصر كافِرًا، فإنه يُسَمى فِرعون، وَكُلُّ مَنْ مَلَكَ الفُرْسَ كافرًا، فإنه يُسَمى كِسْرَى، وَكُلُّ مَنْ مَلَكَ الرُّوم كافرًا، فإنه يُسَمَّى قَيْصَر.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ الجملة تعليلٌ لمَا قَبْلَهَا، يعني: إننا أرسلناك بهاتين الآيتين إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ؛ لأنَّهم ﴿كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾، والفِعل: ﴿كَانُوا﴾ مفصوُل الزَّمَن، مفصولة الدَّلالة عَنِ الزَّمَنِ؛ لِأَنَّهُ مَا دَلَّ عَلَى ماضٍ، وَلَا عَلَى غَيْرِهِ، فمعنى ﴿كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾، أي: مُتَّصِفِين بالفِسْق، فَاللَّهُ تعالى يَقُولُ عَنْ نَفْسِهِ دائمًا: ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٤٠]، ويقول: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ٩٦]، إِلَى آخِرِهِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَيْسَ المُرَادُ الزَّمَنَ الماضيَ، بَلِ المُرَادُ أنه مُتَّصِفٌ بهذه الصفاتِ، لكنَّها قد تَدُلُّ عَلَى الزَّمَن الماضي بِقَرِينَةٍ غَيْرِ لَفْظِ الفِعل.
وقوله تعالى: ﴿فَاسِقِينَ﴾ قَدْ مَرَّ عَلَيْنَا أَنَّ الفِسق يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ:
الْأَوَّلُ: قِسمٌ مُخْرِجٌ عَنِ الْمِلَّةِ، وهو فِسق الكُفر، ومثاله: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٨ - ١٩].
الثَّاني: فِسقٌ مُخْرِجٌ عَنِ الِاسْتِقَامَةِ، وَلَا يُخْرِجُ عَنِ الإِيمَان، وهو فِسق المعصية، ومثالُه قَولهُ ﷾: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ﴾ [الحجرات: ٦].
1 / 159