Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
ناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَهَآ * إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلَاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَهَا
﴿يسألونك عن الساعة إيَّان مرسها﴾ ﴿يسألونك﴾ يعني يسألك الناس كما قال تعالى في آية أخرى: ﴿يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله﴾ [الأحزاب: ٦٣] . (مرساها) أي متى وقوعاها سؤال الناس عن الساعة ينقسم إلى قسمين: سؤال استبعاد وإنكار وهذا كفر كما سأل المشركون النبي ﷺ عن الساعة واستعجلوها، وقد قال الله عن هؤلاء: ﴿يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق﴾ . وسؤال عن الساعة يسأل متى الساعة ليستعد لها وهذا لا بأس به، وقد قال رجل للنبي ﵊: يا رسول الله متى الساعة؟ قال له: «ماذا أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله. قال: «المرء مع من أحب» (^١)، فالناس يسألون النبي ﵊ ولكن تختلف نياتهم في هذا السؤال، ومهما كانت نياتهم ومهما كانت أسئلتهم فعلم الساعة عند الله ولهذا قال: ﴿فيمَ أنت من ذكراها﴾ يعني أنه لا يمكن أن تذكر لهم الساعة، لأن علمها عند الله كما قال تعالى في آية أخرى: ﴿قل إنما علمها عند الله﴾ [الأحزاب: ٦٣] . وقد سأل جبريل ﵇ وهو أعلم الملائكة، بوحي الله النبي ﵌ وهو أعلم البشر بذلك قال: أخبرني عن الساعة. فقال له النبي ﵌: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» (^٢)،
يعني أنت إذا
(^١) أخرجه البخاري كتاب الأدب باب ما جاء في قول الرجل ويلك، (٦١٦٧) ومسلم كتاب البر باب المرء مع من أحب (٢٦٣٩) (١٦١) . (^٢) أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل (٥٠) ومسلم كتاب الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام (١) ..
1 / 56