259

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

أي المذنبون ذنبًا عن عمد، وقال تعالى: ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾ [البقرة: ٢٨٦] .
فقال الله قد فعلت (^١)، ومثل ذلك القاسط والمقسط، القاسط هو الجائر، والمقسط هو العادل، قال الله تعالى: ﴿وأقسطوا إن الله يحب المقسطين﴾ [الحجرات: ٩] . وقال تعالى: ﴿وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا﴾ [الجن: ١٥] . إذًا ﴿خاطئة﴾ أي مرتكبة للإثم عمدًا. ﴿فليدع ناديه﴾ اللام هنا للتحدي، يعني إن كان صادقًا وعنده قوة، وعنده قدرة فليدع ناديه، والنادي هو مجتمع القوم للتحدث بينهم والتخاطب والتفاهم والاستئناس بعضهم ببعض، وكان أبو جهل معظمًا في قريش، وله نادٍ يجتمع الناس إليه فيه، ويتكلمون في شؤونهم فهنا يقول الله ﷿ إن كان صادقًا فليدع ناديه، وهذا لا شك أنه تحدي، كما تقول لعدوك إن كان لك قوم فتقدم وما أشبه ذلك من الكلمات الدالة على التحدي. ﴿سندع الزبانية﴾ يعني عندنا من هم أعظم من نادي هذا الرجل وهم الزبانية ملائكة النار، وقد وصف الله ملائكة النار بأنهم غلاظ شداد، غلاظ في الطباع، شداد في القوة ﴿لا يعصون الله ما أمرهم﴾ [التحريم: ٦] .
بل يمتثلون كل ما أمرهم الله به ﴿ويفعلون ما يؤمرون﴾ لا يعجزون عن ذلك فوصفهم بوصفين أنهم في تمام الانقياد لله ﷿ ﴿لا يعصون الله ما أمرهم﴾ وأنهم في تمام القدرة ﴿ويفعلون ما يؤمرون﴾ وعدم تنفيذ أمر الله ﷿ إما أن يكون للعجز، وإما أن يكون للمعصية، فمثلًا الذي لا يصلي الفرض قائمًا قد يكون للعجز، وقد يكون للعناد فهو لا ينفذ أمر الله، لكن الملائكة الذين على النار ليس عندهم عجز، بل عندهم قوة وقدرة، وليس عندهم استكبار عن الأمر، بل عندهم تمام

(^١) أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب بيان تجاوز الله وتعالى عن حديث النفس (١٢٦) (٢٠٠) .

1 / 265