Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
ناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
فوائد عظيمة، وهي رواسي لو أن الخلق اجتمعوا على أن يضعوا سلسلة مثل هذه السلسلة من الجبال ما استطاعوا إلى هذا سبيلًا مهما بلغت صنعتهم، وقوتهم، وقدرتهم، وطال أمدهم فإنهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذه الجبال.
وقد قال بعض العلماء: إن هذه الجبال راسية في الأرض بمقدار علوها في السماء، يعني أن الجبل له جرثومة وجذر في داخل الأرض في عمق يساوي ارتفاعه في السماء، وليس هذا ببعيد أن يُمكّن الله لهذا الجبل في الأرض حتى يكون بقدر ما هو في السماء لئلا تزعزعه الرياح فلهذا يقول الله ﷿: ﴿وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارًا وسبلًا لعلكم تهتدون. وعلامات وبالنجم هم يهتدون﴾ [النحل: ١٥، ١٦] . يقول ﷿: ﴿وإلى الأرض كيف سطحت﴾ أي وانظروا كيف سطح الله هذه الأرض الواسعة، وجعلها سطحًا واسعًا ليتمكن الناس من العيش فيه بالزراعة والبناء وغير هذا، وما ظنكم لو كانت الأرض صببًا غير مسطحة يعني مثل الجبال يرقى لها ويصعد لكانت شاقة، ولما استقر الناس عليها، لكن الله ﷿ جعلها سطحًا ممهدًا للخلق، وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن الأرض ليست كروية بل سطح ممتد لكن هذا الاستدلال فيه نظر، لأن هناك آيات تدل على أن الأرض كروية، والواقع شاهد بذلك يقول الله ﷿: ﴿يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل﴾ [الزمر: ٥] . والتكوير التدوير، ومعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض، فإذا كانا مكورين لزم أن تكون الأرض مكورة، وقال الله ﵎: ﴿إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت. وإذا الأرض مدت. وألقت ما فيها وتخلت﴾ [الانشقاق: ١ - ٤] . فقال: ﴿وإذا الأرض مدت﴾ وقد جاء في الحديث أنها يوم القيامة تمد مد الأديم أي مد
1 / 179