وإذا استعانَ بالله فإنَّه لا يُهْزَم، اللَّهُمَّ إلا لحِكْمَةٍ تكون مُقْتَرِنَةً بتلك القَضِيَّةِ المُعَيَّنَة فقد يكون.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إِثْباتُ العِزَّةِ لله ﷾؛ لِقَوْله تعالى: ﴿فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ العِزَّة لها كلٌّ وبَعْضٌ، وهذا مَأْخوذٌ من قَوْله تعالى: ﴿جَمِيعًا﴾ مِمَّا يَدُلُّ على أنَّ هناك كُلًّا وبَعْضًا، وذلك أنَّ العُلَماءَ ﵏ قَسَّمُوا العِزَّة التي اتَّصَف الله بها إلى ثلاثة أقْسامٍ: عِزَّة الإمْتِناعِ، وعِزَّة القَدْرِ، وعِزَّة القَهْر.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إِثْباتُ عُلُوِّ الله، وهذا مَأْخوذٌ من قَوْلِه تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ﴾ لأنَّ الصُّعُودَ هو العُلُوُّ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ الكَلِمَ غَيْرُ الطَّيِّبِ لا يَصْعَدُ إلى الله، لِقَوْله تعالى: ﴿الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ ويؤيِّدُ هذا قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ: "إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا" (^١).
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: الإشارَةُ إلى انْقِسامِ الكَلَام؛ لِقَوْله تعالى: ﴿الطَّيِّبُ﴾ فإن هذا الوَصْفَ إخراجٌ لما سِواهُ، وقد تَقَدَّم: أنَّ الذي يقابِلُ الكَلِمَ الطَّيِّبَ نوعان من الكَلَام: الخَبيثُ، وما ليس بطَيِّبٍ ولا خَبيثٍ.
أمَّا الخبيثُ فمَرْدودٌ بكُلِّ حالٍ؛ لأنَّه خبيثٌ لِذَاتِهِ، وأمَّا ما ليس بطَيِّبٍ ولا خَبيثٍ، فقلنا: إن هذا القِسْمَ من الكَلَام قد يكون طيِّبًا لِغَيْره، وخبيثًا لغيره، وسالِمًا من الوَصْفين، فإذا كان طَيِّبًا لِغَيْره فإنَّه يَصْعَدُ إلى أعلى؛ لعموم قَوْله تعالى: ﴿الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾.