382

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٦ هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

الآية (٥٤)
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر: ٥٤].
قوله تعالى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ الإنابة بمَعنَى: الرجوع التامِّ إلى الله تعالى، ويكون بالإقلاع عن المَعصية والانضِمام في سِلْك الطائِعين. يَعنِي: أن الإنابة لا يَصْدُق الاتِّصاف بها إلَّا بالرُّجوع إلى الله تعالى من المَعصية إلى الطاعة ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ﴾.
وفي قوله تعالى: ﴿إِلَى رَبِّكُمْ﴾ هنا الرُّبوبية يُحتَمَل أن تَكون عامَّة، ويُحتَمَل أن تَكون خاصَّةً، فهي بعد الإنابة من الرُّبوبية الخاصَّة.
وقوله تعالى: ﴿وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ أي: انقادُوا له، فالإنابة تَكون بالقَلْب بالرجوع إلى الله تعالى، يُنيب الإنسان أي: يَرجع إلى الله تعالى، ﴿وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ أيِ: انقادُوا له؛ لأن الإِسلام والاستِسْلام، وهذه المادَّةُ كلُّها تَدُلُّ على الانقياد.
وقوله تعالى: ﴿وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ اللَّام في: ﴿لَهُ﴾ للاختِصاص، وسيَأتي أنها تُفيد وُجوب الإخلاص.
قال المُفَسِّر ﵀: [﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ﴾ ارجِعوا ﴿وَأَسْلِمُوا﴾ أَخلِصوا العمَل ﴿لَهُ﴾] يَعنِي: ارجِعوا إلى ربِّكم من مَعاصيه إلى طاعته، ومن البُعْد عنه إلى القُرْب،

1 / 386