325

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٦ هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

الآية (٤٥)
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [الزمر: ٤٥].
قال المُفَسِّر ﵀: [﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ﴾ أي: دون آلِهَتهم ﴿اشْمَأَزَّتْ﴾ نفَرَت] والمَعنَى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾: (إذا ذُكِر الله) يَعنِي: أُثْنِيَ عليه بالذِّكْر والإِخْلاص، وأنه هو الربُّ المَعبود، وأن غيره لا يَستَحِقُّ العِبادة، وإذا ذُكِر على هذا الوجهِ ﴿اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾ يَعنِي: نفَرَت من هذا وكرِهته؛ لأنها لا تُريد هذا، تُريد أن تَكون آلِهتها مُساوِيةً لله ﷿.
وقوله ﵀: [﴿اشْمَأَزَّتْ﴾ نَفَرَت وانقَبَضَت] فتَنفِر ولا تَقبَل الحقَّ، وتَنقَبِض ولا تَنشَرِح للحَقِّ ﴿قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾ أي: لا يُقِرُّون بها، ولا يَعتَرِفون بها؛ لأنهم قالوا: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾ قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية: ٢٤]، وهم ﴿الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾ ولو أنهم آمَنوا بالآخِرة لعمِلوا لها، ولو كانوا إذا ذُكِر الله تعالى وحدَه استَبْشَروا وفرِحوا.
وقوله ﵀: [﴿وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ الأصنام] يَعنِي: إذا ذُكِر الذين

1 / 329