Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
69

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٦ هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

الآية (١٤) * * * * قالَ الله ﷿: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٤]. * * * قال المُفَسِّر ﵀: [وتقول لهم الخَزَنَة إذا دخلوها: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ﴾] وهل يُوافِقُ ظاهِرَ الآية؟ فقوله ﷾: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾ هل يناسِبُ أن يكون القائِلُ الملائِكَةَ في قوله ﷾: ﴿إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾؟ الجوابُ: لا؛ إذن القائِلُ هو الله؛ كما قال ﷾: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ فالصَّوابُ: أنَّ هذا القَوْلَ من قَوْلِ الله ﷾، يقولُهُ لهم تقريعًا وتوبيخًا وتنديمًا أيضًا؛ يقول: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ﴾ الأمْرُ هنا ليس للإكرامِ ولا لِمُجَرَّدِ الأَمْرِ، ولكن للتَّوْبيخِ والتَّقْريعِ والإهانَةِ. قال المُفَسِّر ﵀: [﴿فَذُوقُوا﴾ العذابَ] أفادنا بهذا التَّقْديرِ أنَّ مفعول (ذوقوا) مفعوله محذوفٌ تقديرُهُ: العذاب، ويُحْتَمَلُ ألَّا يكون لها مفعولٌ، والمعنى كقوله تعالى: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان: ٤٩] فيكون المرادُ مُجَرَّدَ التَّوْبيخِ والإهانَةِ. وقوله ﵀: [﴿بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾ أي: بِتَرْكِكُمُ الإيمانَ به] والعَمَلَ له وأفادنا بقوله ﵀: [بِتَرْكِكُم] أن (ما) مصدريَّة، وأنَّ ﴿نَسِيتُمْ﴾

1 / 74