Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
62

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

پبلشر کا مقام

الرياض - المملكة العربية السعودية

اصناف

يقول بعضهم لبعض وهم الأتباع يقولون: ﴿إِنَّكُمْ كُنْتُمْ﴾ ﴿إِنَّكُمْ﴾ الخطاب للمتبوعين ﴿كُنْتُمْ﴾ يعني في الدنيا ﴿تَأْتُونَنَا﴾ يعني في خطابكم لنا ودعوتكم إيانا ﴿عَنِ الْيَمِينِ (٢٨)﴾، عن للمجاوزة يعني تأتوننا إتيانًا صادرًا عن اليمين، فما المراد باليمين؟ قيل: إن المراد باليمين الحلف، لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٤] جمع يمين، فمعنى عن اليمين عن الحلف أي أن المتبوعين يحلفون للأتباع أنهم على حق، وهذا كقول الله تعالى عن الشيطان ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١)﴾ [الأعراف: ٢١]. وقيل: إن المراد باليمين هو التفاؤل، يعني أنكم تعدوننا خيرًا، وتقولون: اتبعونا فإنكم إن اتبعتمونا نلتم العزة والغلبة فتعدوننا بالخير وأنتم كاذبون علينا. وقيل: المراد باليمين القوة كما في قوله تعالى: ﴿فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (٩٣)﴾ [الصافات: ٩٣] أي بالقوة، وقيل: باليد اليمنى على كل حال. إذًا باليمين فيها ثلاثة أقوال: ١ - الحلف. ٢ - الخير. ٣ - القوة. والحقيقة أن كل هذه الوجوه واقعة من المتبوعين، فهم يقسمون للأتباع أنهم على حق، وهم يتكلمون معهم عن طريق القوة، لأنهم متبوعون، وهم كذلك يعدونهم بالخير، يقولون: اتبعونا تكن لكم العزة والغلبة وما أشبه ذلك، فالآية شاملة لهذه

1 / 65