309

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

پبلشر کا مقام

الرياض - المملكة العربية السعودية

اصناف

١٢ - ومن فوائدها: حب الإعذار من الله ﷿، وأنه يحب الإعذار من خلقه، أي إقامة العذر لما فعله ﷿ حتى لا ينسب فعله للظلم وللسفه، وتؤخذ من قوله: ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢)﴾ يعني ليس في حال لا يلام عليها، حتى يقال: إن في هذا ظلمًا له أو سفهًا في حقه، بل التقمه الحوت في حال هو مستحق فيها لذلك، ولهذا قال: ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢)﴾.
١٣ - ومن فوائدها: أن الأنبياء قد يأتون ما يلامون عليه، ولكن ييسر لهم الخروج من ذلك لقوله: ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢)﴾.
١٤ - ومن فوائدها: أن الطاعات السابقة تكون سببًا للنجاة من المهلكات اللاحقة، لقوله: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤)﴾ فيكون في هذا شاهد لقول النبي ﷺ: "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة" (^١).
وهذا كما أنه مقتضى النصوص القولية فهو مقتضى النصوص الحالية، فإن أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار نفعهمِ الله تعالى بما سبق من أعمالهم الصالحة (^٢)، فأنت إذا عملت عملًا صالحًا، فإن هذا العمل قد يكون سببًا لنجاتك من مكاره عظيمة، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وهنا قال ﷿: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤)﴾.

(^١) أخرجه الإمام أحمد في المسند ١/ ٣٠٧، وصححه محققو المسند (٥/ ١٨ - ١٩) رقم (٢٨٠٣) طبعة مؤسسة الرسالة.
(^٢) أخرحه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار (٣٤٦٥) ومسلم، كتاب الذكر والدعاء ... باب قصة أصحاب الغار الثلاثة ... (٢٧٤٣).

1 / 312