Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
67

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

فإِذَنِ: الأُمُورُ الطبيعيَّة البشريَّة الَّتِي هِيَ مُقْتَضَى الطبيعة البشريَّةِ يجوزُ أن يُوَجَّه الحُكْمُ إليها أمرًا أو نَهيًا، ويَكُون ذلك من باب مُدَافَعَتِها قبلَ وُجودها، أو من باب تقليلِ آثارِها، فلا يقال: إن الْإِنْسَان أُمِرَ بما لا يستطيع، فأُمِرَ بعدمِ الغضبِ وَهُوَ لَا بُدَّ أن يَغْضَبَ، وأُمِرَ بعدمِ الخوفِ وَهُوَ لَا بُدَّ أنْ يخافَ مما هُوَ مَخُوفٌ. الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: وفي الآيَة أيضًا دليل عَلَى أنَّ مَن كَانَ مَعَ الله تَعَالَى فَإِنَّهُ لا يَنبغي أن يخافَ، لِقَوْلِهِ ﷾: ﴿إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ﴾ أي: عندي ﴿الْمُرْسَلُونَ﴾. ولذلك كلَّما ذكر الْإِنْسَان ربَّه زالَ عنه الخوفُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: ٤٥]، ففي ذكر الله تَعَالَى زَوَالُ الخوفِ والْقُوَّة والرغبةُ فِي تنفيذِ ما أَمَرَ الله تَعَالَى به، ولهَذَا أمر الله به فِي الجِهادِ. * * *

1 / 71