Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml
تفسير العثيمين: النمل
ناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
پبلشر کا مقام
المملكة العربية السعودية
اصناف
عَلَى كُلِّ شَيْء قدير، ثُمَّ هَذِهِ النَّار لا ندري ما وَقُودُها، ما لنا أن نتكلَّم والله تَعَالَى يَقُول: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾ [إبراهيم: ٩]، فكلُّ عِلم يأتينا عن هذه الأمم من غير الْقُرْآن أو صحيح السنَّة فليس بشيءٍ، غاية ما هنالك أن يَكُونَ من أقوالِ بني إسرائيلَ الَّتِي لا تُصدَّق ولا تُكذَّب، ولهَذَا القَصَص لا يجوز أن نتعدَّى فيها الْقُرْآن إِلَّا ما جاءتْ به السنَّة، لِأَنَّ قوله: ﴿لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾ [إبراهيم: ٩]، معناه: قطع أي خبر يأتي من غيرِ طريقِ اللهِ، لأَنَّهُ لو كَانَ هناك أخبار صحيحة تأتي من غيرِ اللهِ لكان الله يعلمها، وهَؤُلَاءِ المخبِرون أيضًا يعلمونها، والله تَعَالَى حَصَرَ فقال: ﴿لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾ وهَذَا من أقوى طُرُق الحصرِ الَّذِي هُوَ النفيُ والإثباتُ، قال: ﴿لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾ فهَذِهِ الآيَة تُبيِّن لنا أنَّ كُلّ ما يُقال فِي هَذِهِ القصة، وكذلك فِي قِصَّة سُلَيْمَان وداودَ ﵉ وغيرهما، أَنَّهَا مسائل إن كَانَ الشرع يُنافيها أو مَقام النبوَّة ينافيها فهي باطلة وكذِب، كما فِي قِصَّة داودَ الَّتِي سَبَقَتْ فِي قوله تَعَالَى: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ [ص: ٢٣] إِلَى آخرهِ، وإن كَانَ لا يكذبها فموقفنا مِنْهَا أن نَقُولَ: لا نُصَدِّق ولا نُكَذِّب، أَمَّا أن نفسِّر بها كلامَ اللهِ فلا يجوز.
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ من جملة ما نُودِيَ، ومعناه تنزيه اللهِ منَ السُّوء]، يَقصد معنى التسبيح، ومعلومٌ للجميعِ أنَّ ﴿سُبْحَانَ﴾ اسْم مصدر، وأن عاملَه محذوفٌ دائمًا، وَأنَّهُ مُلازِمٌ للإضافةِ، كُلّ هَذَا شَيْء معلوم وأن معنى ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ﴾ أي: تنزيه الله ﷾ عن كُلّ نقصٍ وعيبٍ، لكِن هل الجملة هنا خَبَريَّة بمعنى الطلبِ أو خبريَّة عَلَى ظَاهِرِهَا؟
يقولُ بعضُ المفسّرينَ: إِنَّهَا تَعْجِيبٌ لموسى، بمعنى: اعْجَبْ وسَبّحِ اللهَ تَعَالَى
1 / 58