148

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

كأن لم يُذكر! حتى إن بعضهم يؤثر أن يحلف بالرسول ﷺ دون أن يحلف بالله ﷿ وحتى إن بعضهم يرى أن زيارة قبر الرسول ﷺ، أفضل من زيارة الكعبة، ولقد شاهدت أناسًا حُجزوا عن المدينة في أيام الحج لقرب وقت الحج، لأنه إذا قرب وقت الحج منعوهم من الذهاب إلى المدينة، لئلَّا يفوتهم الحج، يبكي! يقول: أنا منعت من الأنوار، ومنعت من كذا وكذا ويعدد ما نسيته الآن، فيقال له: أنت لماذا جئت؟ قال: جئت لمشاهدة الأنوار كأنه ما جاء إلا لزيارة المدينة، ونسي أنه جاء ليؤدي فريضة الحج، وسبب ذلك الجهل؛ وأن العلماء لا يبينون للعامة، وإلاّ فالعامي عنده عاطفة جياشة لو أنه أخبر بالحق لرجع إليه.
(يُوحَى إِلَيَّ) هذا هو الميزة للرسول ﷺ، أنه يوحى إليه، وغيره لا يوحى إليه، إلَاّ إخوانه من المرسلين عليهم الصلاة والسلام.
(أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) هذه الجملة حصر، كأنه قال: لا إله إلا واحد، واستفدنا أنها للحصر من "إنَّما"؛ لأن كلمة "إنما" من أدوات الحصر، تقول: "إنما زيد قائم" يعني ليس له وصف غير القيام، وتقول: "إنما العلم بالتعلم" وليس هناك طريق للعلم إلَاّ بالتعلم.
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ) أي: يُأمِّل أن يلقى الله ﷿ ويؤمن بذلك.
(فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) دعوة يسيرة سهلة، أتريد أن تلقى ربك وقلبك مملوء بالرجاء؟ إذا كان كذلك
(فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا). كل إنسان عاقل يرجو لقاء الله ﷿

1 / 152