108

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) (الكهف: ٦٥) قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا) وهو الخضر كما صحَّ ذلك عن النبي ﷺ. (^١) وقوله: (عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا) هل هو عبدٌ من عباد الله الصالحين أو من الأولياء الذين لهم كرامات أم من الأنبياء الموحى إليهم؟ كل ذلك ممكن، لكن النصوص تدل على أنه ليس برسول ولا نبي، إنما هو عبد صالح أعطاه الله تعالى كرامات؛ ليبين الله بذلك أن موسى لا يحيط بكل شيء علمًا وأنه يفوته من العلم شيء كثير. (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا) أي: أن الله جلَّ وعلا جعله من أوليائه برحمته إياه. (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) يعني علمًا لا يطَّلِع عليه الناس، وهو علم الغيب في هذه القصة المعينة وليس علم نبوة ولكنه علم خاص؛ لأن هذا العلم الذي اطَّلع عليه الخضر لا يمكن إدراكه وليس شيئًا مبنيًا على المحسوس، فيبنى المستقبل على الحاضر، بل شيء من الغائب، فأطلعه الله تعالى على معلومات لا يطَّلع عليها البشر. ***

(^١) متفق عليه. انظر تخريج الحديث السابق ص (٩١).

1 / 112