292

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤٣٥ هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

فإن هذا ليس بمطيع، بل إذا سعى في أسبابه حتى عجز كان كمن فعله؛ لقول النبي ﷺ: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه" (^١).
ثم قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ﴾.
لما أمرهم بتقوى الله ذكر ما هو كالسبب في ذلك فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ﴾، والربُّ هو الخالق المالك المتصرف. وتوحيد الله بالربوبية أن نؤمن بأنه لا خالق ولا مالك ولا مدبر إلا الله ﷾، وما يضاف من الخلق أو الملك أو التدبير لغير الله فإنه على وجه ناقص من حيث الشمول ومن حيث التصرف، فمثلًا الخلق يضاف إلى غير الله وقد مرَّ علينا قريبًا أن عيسى قال: ﴿أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ﴾ [آل عمران: ٤٩]، وقال الله تعالى: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون: ١٤]، وقال الله في الحديث القدسي: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي" (^٢)، وقال النبي ﷺ: "أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله" (^٣)، وقال ﵊: "يقال لهم: أحيوا ما

(^١) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا﴾ رقم (٣١). ورواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، رقم (٢٨٨٨).
(^٢) تقدم تخريجه (ص ٢٨٢).
(^٣) رواه البخاري، كتاب اللباس، باب ما وطئ من التصاوير، رقم (٥٩٥٤). ورواه مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، رقم (٢١٠٧).

1 / 294