Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
81

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

آخرون: إنه يرجم بالحجارة، وقال آخرون: إنه يلقى من أعلى مكان في البلد ويتبع بالحجارة، والشاهد أن ابن تيمية ﵀ نقل إجماع الصحابة على قتله، وإجماع الصحابة حجة فيكون مؤيدًا للحديث: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» ولأن هذه الفاحشة الكبرى - والعياذ بالله - فاحشة مفسدة للمجتمع، لأنه يصبح المجتمع الرجالي مجتمعًا نسائيًا، وهو أيضًا لا يمكن التحرز منه، فالزنا يمكن التحرز منه إذا رؤيت امرأة مع رجل في محل ريبة فإنه يمكن مناقشتهما، لكن إذا رؤي ذكر مع ذكر كيف يمكن أن نناقشهما، والأصل أن الرجل مع الرجل يجتمع ولا يتفرق، لهذا كان القول بوجوب قتلهما هو الحق، أما قوم لوط فإن الله تعالى أرسل عليهم حجارة من سجين، مسومة فدمرهم تدميرًا، حتى جعل عالي قريتهم سافلها. ﴿وأصحاب الأَيكة﴾، يعني الشجرة، أرسل الله تعالى إليهم شعيبًا فدعاهم إلى الله وذكَّرهم به، وحذَّرهم من بخس المكيال والميزان، ولكنهم - والعياذ بالله - بقوا على كفرهم وعنادهم ﴿فأخذهم عذاب يوم الظلة﴾ وهذا العذاب يقال: إن الله تعالى أرسل إليهم حرًّا شديدًا ولم يجدوا مفرًّا منه إلا أنه أرسلت غمامة واسعة باردة فصاروا يتدافعون إلى ظلها، يتظللون بها، فأنزل الله عليهم نارًا فأحرقتهم، وفي هذا يقول تعالى: ﴿فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم﴾ . ﴿وقوم تبع﴾ أيضًا ممن كذبوا الرسل وهم أصحاب تُبّع، وهو ملك من ملوك اليمن أرسل الله إليهم رسولًا فكذبوه ولم ينقادوا له، فيقول - عز

1 / 87