117

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

قال: ﴿ولمن خاف مقام ربه جنتان﴾ ثم قال: ﴿ومن دونهما جنتان﴾ وقال النبي ﷺ: «جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما» (^١)
إذن فالجنات متعددة وجمعت باعتبار أنواعها وأصنافها، وقد جاءت في القرآن مفردة، مثل قوله: ﴿وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون﴾ . وجاءت أيضًا مجموعة فهي مفردة باعتبار الجنس، ومجموعة باعتبار النوع، و(عيون): جمع عين، وهي الأنهار الجارية، وقد ذكر الله تعالى أنها أربعة أنواع: ﴿أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى﴾
﴿ءاخذين مآ ءاتهم ربهم﴾ . قوله: ﴿ءاخذين﴾: حال من الضمير المستتر بالخبر، أي: حال كونهم آخذين ما آتاهم ربهم، أي: ما أعطاهم من النعيم، وهذه الآية كالآية التي في سورة الطور ﴿فكهين بمآ ءاتهم ربهم﴾، ثم بيَّن السبب الذي وصلوا به إلى هذا، فقال: ﴿إنهم كانوا قبل ذلك محسنين﴾ يعني في الدنيا محسنين، أي: قائمين بطاعة الله على الوجه الذي يرضاه الله ﷿ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (^٢) هذا الإحسان في العبادة، أما الإحسان في معاملة الخلق، فإنَّ أجمع ما يقال فيه ما قاله النبي ﵊: «من أحب أن

(^١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿ومن دونهما جنتان﴾ (٤٨٧٨) ومسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم ﷾ (١٨٠) ..
(^٢) تقدم تخريجه ص ٦٢.

1 / 124