137

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Furqan

تفسير العثيمين: الفرقان

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٦ هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

الآية (٣٨) * * * * قالَ اللَّه ﷿: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾ [الفرقان: ٣٨]. * * * قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿وَ﴾ اذْكُرْ ﴿عَادًا﴾ قومَ هُودٍ ﴿وَثَمُودَ﴾ قومَ صالحٍ، ﴿وَأَصْحَابَ الرَّسِّ﴾ اسْم بِئْرٍ، ونبيُّهم قيل: شُعَيْب، وقيل: غيرُه، كانوا قعودًا حولَها فانهارتْ بهم وبمنازلهم، ﴿وَقُرُونًا﴾ أقوامًا ﴿بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾، أي بين عاد وأصحاب الرَّسِّ]. قوله ﷿: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ﴾ يقول المُفَسِّر ﵀: إنها على تقدير (اذْكُر)؛ لِأَنَّهُ لم يذكر فعلًا بحيثُ يُحالُ العملُ عليه، وعادٌ قومُ هودٍ، وكانوا في الأحقافِ في جنوب الجزيرة العربية، وكانوا ذوي قوَّة وشِدَّة، حتى إنهم قالوا: ﴿مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ فقال اللَّه ﷾ مجيبًا لهم: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ﴾، انْظُر ﴿الَّذِي خَلَقَهُمْ﴾ لها فائدة؛ لأَنَّهُمْ مخلوقون ضعفاء ﴿هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ [فصلت: ١٥]، وبماذا أُهْلِكُوا؟ أهلكوا بألطفِ الأشياءِ، وهي الريحُ؛ رِيحٌ دَمَّرَتْهُم، قال تَعَالَى: ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ﴾ [الأحقاف: ٢٥]. قوله: ﴿وَثَمُودَ﴾ فيها قراءتانِ: (وَثَمُودًا) ﴿وَثَمُودَ﴾ بدون تنوينٍ، فعلى قراءة التنوينِ يَكُون غير ملاحَظ فيها اسْم القبيلة، يعني ليس فيها تأنيث، وعلى قراءة

1 / 142