160

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

تفسير العثيمين: الأنعام

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

التصرف، وليس كل ذكي عاقلًا، ولا كل عاقل ذكيًا؛ فيوجد من العقلاء القائمين بأمر الله ﷿ على ما يرضي الله مَنْ هو بليد حتى رُويَ حديث ضعيف "أكثر أهل الجنة من البُلْه" (^١) يعني الأبله لكنه موضوع، وبعض العلماء جعل له وجهًا قال: إنهم بُلْه في أمور الدنيا، ولكنهم أذكياء في أمور الآخرة، لكن الحديث موضوع ولا حاجة للجهد في تفسيره.
الفائدة الثالثة: أن الساعة تأتي بغتة، سواء كانت الساعة الكبرى، أو الساعة الصغرى، فالساعة الصغرى تأتي بغتة فتأتي الزلازل بغتة، وتأتي العواصف والقواصف بغتة، وقد حذر الله ﷿ من هذا فقال: ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧)﴾ [الأعراف: ٩٧]، أي: سادرون، لا يفكرون في عذاب، فيأيتهم وهم نائمون، ﴿أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨)﴾ [الأعراف: ٩٨] لاهون، لم يفكروا أن يأتيهم العذاب فيأتيهم العذاب ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ﴾ [الأعراف: ٩٩]، بما أنعم عليهم من الأمن والرغد والرخاء، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. فصارت البغتة هنا الساعة الكبرى والصغرى.
الفائدة الرابعة: شدة تحسر هؤلاء الذين كذبوا بلقاء الله،

(^١) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (٢/ ٤١١)، رقم (١٩٨٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ١٢٦)، رقم (١٣٦٨)، وقال الزين العراقي: "صححه القرطبي في التذكرة، وليس كذلك، فقد قال ابن عدي: إنه منكر، وسبقه له ابن الجوزي، فقال: حديث لا يصح". وقال القاري في المصنوع (٥٧)، رقم (٣٤)، "موضوع". وقال ابن عدي: "حديث باطل".

1 / 164