Tafsir al-Tabari Jami' al-Bayan - Tahqiq Hajar
تفسير الطبري جامع البيان - ط هجر
ایڈیٹر
د عبد الله بن عبد المحسن التركي
ناشر
دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
اصناف
عَلَيْهِ فِي حَالٍ وَاحِدَةٍ وَاجْتِمَاعُ الْهُدَى وَالضَّلَالِ لَهُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، أَوُصِفَ الْقَوْمُ مَعَ وَصْفِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ مِنْ تَوْفِيقِهِ إِيَّاهُمْ وَهِدَايَتِهِ لَهُمْ وَإِنْعَامِهِ عَلَيْهِمْ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ فِي دِينِهِمْ بِأَنَّهُمْ غَيْرُ مَغْضُوبٍ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ ضَالُّونَ، أَمْ لَمْ يُوصَفُوا بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ الصِّفَةَ الظَّاهِرَةَ الَّتِي وُصِفُوا بِهَا قَدْ أَنْبَأَتْ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ كَذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يُصَرِّحْ وَصْفُهُمْ بِهِ. هَذَا إِذَا وَجَّهْنَا غَيْرِ إِلَى أَنَّهَا مَخْفُوضَةٌ عَلَى نِيَّةِ تَكْرِيرِ الصِّرَاطِ الْخَافِضِ الَّذِينَ، وَلَمْ نَجْعَلْ ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: ٧] مِنْ صِفَةِ ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: ٧] بَلْ إِذَا جَعَلْنَاهُمْ غَيْرَهُمْ؛ وَإِنْ كَانَ الْفَرِيقَانِ لَا شَكَّ مُنْعَمًا عَلَيْهِمَا فِي أَدْيَانِهِمْ. فَأَمَّا إِذَا وَجَّهْنَا: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: ٧] إِلَى أَنَّهَا مِنْ نِعْتِ ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: ٧] فَلَا حَاجَةَ بِسَامِعِهِ إِلَى الِاسْتِدْلَالِ، إِذْ كَانَ الصَّرِيحُ مِنْ مَعْنَاهُ قَدْ أَغْنَى عَنِ الدَّلِيلِ، وَقَدْ يَجُوزُ نَصْبُ غَيْرِ فِي ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: ٧] وَإِنْ كُنْتُ لِلْقِرَاءَةِ بِهَا كَارِهًا لِشُذُوذِهَا عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرَّاءِ. وَإِنَّ مَا شَذَّ مِنَ الْقِرَاءَاتِ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ الْأُمَّةُ نَقْلًا ظَاهِرًا مُسْتَفِيضًا، فَرَأْيٌ لِلْحَقِّ مُخَالِفٌ وَعَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَسَبِيلِ رَسُولِهِ ﷺ وَسَبِيلِ الْمُسْلِمِينَ مُتَجَانِفٌ، وَإِنْ كَانَ لَهُ، لَوْ كَانَتِ الْقِرَاءَةُ جَائِزَةً بِهِ، فِي الصَّوَابِ مَخْرَجٌ. وَتَأْوِيلُ وَجْهِ صَوَابِهِ إِذَا نَصَبْتَ: أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِلْهَاءِ وَالْمِيمِ اللَّتَيْنِ فِي
1 / 182