[الفاتحة: 3]أي أن ربوبيته جل جلاله ليست ربوبية جبروت بل هي ربوبية
الرحمن الرحيم
[الفاتحة: 3] فإذا لم تحمده وتؤمن به بفضل نعمه التي تحسها وتعيش فيها. فاحذر من مخالفة منهجه لأنه " مالك يوم الدين ". حين يستحضر الحق سبحانه وتعالى ذاته بكل هذه الصفات.. التي فيها فضائل الألوهية، ونعم الربوبية.. والرحمة التي تمحو الذنوب والرهبة من لقائه يوم القيامة تكون قد انتقلت من صفات الغيب إلى محضر الشهود.. استحضرت جلال الألوهية لله وفيوضات رحمته.. ونعمه التي لا تحد وقيوميته يوم القيامة. عندما تقرأ قوله تعالى: { إياك نعبد } [الفاتحة: 5] فالعبارة هنا تفيد الخصوصية.. بمعنى أنني إذا قلت لإنسان إنني سأقابلك، قد أقابله وحده، وقد أقابله مع جمع من الناس. ولكن إذا قلت إياك سأقابل.. فمعنى ذلك أن المقابلة ستكون خاصة. الحق سبحانه وتعالى حين قال: { إياك نعبد } [الفاتحة: 5] قصر العبادة على ذاته الكريمة.. لأنه لو قال نعبدك وحدك فهي لا تؤدي المعنى نفسه لأنك قد تقول نعبدك وحدك ومعك كذا وكذا. ولكن إذا قلت { إياك نعبد } [الفاتحة: 5] وقدمت إياك.. تكون قد حسمت الأمر بأن العبادة لله وحده فلا يجوز العطف عليها.. فالعبادة خضوع لله سبحانه وتعالى بمنهجه افعل ولا تفعل.. ولذلك جعل الصلاة أساس العبادة، والسجود هو منتهى الخضوع لله.. لأنك تأتي بوجهك الذي هو أكرم شيء فيك وتضعه على الأرض عند موضع القدم. فيكون هذا هو منتهى الخضوع لله.. ويتم هذا أمام الناس جميعا في الصلاة. لإعلان خضوعك لله أمام البشر جميعا. ويستوي في العبودية الغني والفقير والكبير والصغير.. حتى يطرد كل منا الكبر والاستعداء من قلبه أمام الناس جميعا فيساوي الحق جل جلاله بين عباده في الخضوع له وفي إعلان هذا الخضوع. وقول الحق سبحانه وتعالى: { إياك نعبد } [الفاتحة: 5] تنفي العبودية لغير الله.. أي لا نعبد غير الله ولا يعطف عليها أبدا.. إذن { إياك نعبد } [الفاتحة: 5] أعطت تخصيص العبادة لله وحده لا إله غيره ولا معبود سواه.. وعلينا أن نلتفت إلى قوله تبارك وتعالى:
لو كان فيهمآ آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون
[الأنبياء: 22]. وهكذا فإننا عندما نقول
الحمد لله
[الفاتحة: 2] فإننا نستحضر موجبات الحمد وهي نعم الله ظاهرة وباطنة.. وحين نقول
رب العالمين
[الفاتحة: 2] نستحضر نعم الربوبية في خلقه وإخضاع كونه.. وحين نستحضر
الرحمن الرحيم
نامعلوم صفحہ